في ظل الظروف الراهنة، اتجه كثيرٌ من المغردين الأجانب إلى نشر مشاركة صور أجوائهم وجلساتهم العائلية خلال فترة منع التجول، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دعا كثيرا من السعوديين أيضا إلى مشاركة صور شُرفاتهم الخاصة المقفلة منذ زمن - والتي تعارف الناس على تسميتها بالبلكونات نسبةً إلى طريقة نطقها بالإنجليزية -، وذلك من خلال إعادة ترتيبها وتنسيقها بالأشجار المنزلية لتصبح أكثر الأماكن جمالاً وروعةً، بعد أن كانت أماكن مهجورة بسبب العادات والتقاليد والظروف البيئية المختلفة عن باقي بلدان العالم. أسباب الابتعاد عن البلكونات منذ سنوات طويلة يفتقد المجتمع السعودي ثقافة الاهتمام بالشُرفات المنزلية؛ نظراً إلى عدة عوامل اجتماعية وبيئية تتعلق بكونها سبباً لدخول الأتربة والحشرات إلى داخل المنازل، لكن السنوات الأخيرة شهدت عودة التصاميم الجمالية لفتح وبناء الشُرفات الواسعة في الأبنية ما غير الثقافة المتناقلة والمتوارثة منذ سنوات، حيث بدأ كثير من المواطنين بتغيير النمط الخاص ببناء الشُرفات في منازلهم، وذلك عبر بناء ديكورات مبتكرة وجميلة تحاكي الجمال العصري، مثلما يقول الممثل الإيطالي: «البيت الجميل يُعرف من شُرفته». الأوميتال الزجاجية تعد بلكونات الأوميتال الزجاجية الأكثر طلباً وتصميماً في البيوت السعودية، وذلك حسب تصريح مصمم الديكور أحمد الفالح ل«الوطن»؛ مرجعاً السبب في كونها تسمح للرؤيا الداخلية بمحيط زجاجي شفاف، مضيفاً أنه خلال الآونة الأخيرة تلقى العديد من الطلبات لتصميم البلكونات ذات الطابع الأوروبي المفتوح الأشبه بما يعرف ب«التراس» المكون من جلسة خارجية تسمح لإقامة حفلات الشواء أو إعداد الشاي والقهوة على الحطب خصوصاً في المباني. الشُرفات عبر التاريخ تعد الشُرفات محط اهتمام كبير عبر العصور والمجتمعات البرجوازية والأرستقراطية على وجه الخصوص، فكثير من ملوك ورؤساء الدول كانوا ولا يزالون يطلون على شعوبهم من خلال تلك الشُرفات بهدف التواصل وإلقاء السلام، كما تعد الشُرفات من أكثر الأماكن إلهاما لكثير من الأدباء والمفكرين مثل الأديب السعودي عبدالرحمن بن منيف، والشاعر الأمريكي تشازلير بوكوفسكي، والمغنية الفرنسية أديث بياف، فقد شكلت شُرفاتهم المطلة على قلوب مدنهم نوعاً من الإلهام الأدبي للكتابة والغناء والإبداع. اهتمام بالتصاميم تقول مصممة الديكور فاطمة الزايدي: إنها منذ عملها في مجال تصميم الديكور الداخلي للمنازل في عددٍ من المدن السعودية، فقد شهدت البلكونات في السنوات الأخيرة اهتماماً ملحوظاً من قبل العائلات السعودية، وذلك لعددٍ من الأهداف أبرزها أن تكون مكانا للاجتماعات العائلية بكل راحة مع توفير سبل الأمان في حال وجود الأطفال، مضيفةً أن من أهم التصاميم المطلوبة مؤخرا في البلكونات وجود نباتات الشُرفة فهي تعطي انطباعاً مميزاً ومختلفاً مع إضافة الزهور الطبيعية الملونة، كما أن هناك طلبا على تصميم البرجولا وهو هيكل مكون من الأعمدة مغطى بالقماش أو الخشب أو النباتات المتسلقة التي تمنح جمالاً بصرياً جذاباً لداخل وخارج الشُرفة. وتابعت أن اختيار الأرضيات يعد أمراً هاماً، لذلك يعد الباركية الأصلي الأفضل من حيث سهولة التنظيف والأكثر تحملاً للتقلبات الجوية وتناسباً مع جميع الاستخدامات. شُرفات مهجورة تنتشر في عدد من مدن المملكة عدد من البيوت المهجورة التي تحمل الشُرفات الواسعة ذات الطابع الأوروبي القديم، وهذه البيوت حسب الروايات المنتشرة كان تسكنها بعض العائلات الأجنبية والسعودية المرموقة في فترة الخمسينات والستينات حتى أصبحت اليوم أمثلة حية ساعدت كثير من المصممين والمصممات السعوديين في استيحاء تصاميم مبتكرة تحاكي روح الماضي والحاضر بشكل حضاري وفني مميز. شُرفات المنازل في المملكة بلكونات الأوميتال الزجاجية الأكثر طلبا وتصميما انتشار التصاميم الخاصة بها في السنوات الأخيرة الطلب على الطابع الأوروبي في تصميم الشُرفات أزمة كورونا أعادت السعوديين إلى شُرفاتهم المنزلية تصميم الشُرفات على شكل مجلس خارجي قد يُستخدم للشواء أو الطبخ أو الجلوس