د. عبدالله محمد الراشد مدير جامعة الملك خالد سطّرت قيادة هذه البلاد الحكيمة – وفقها الله- أروع الأمثلة في الذود عن ثراها المصون بالله تعالى ثم بعدالة الحكم، ومضاء الحكمة، وتلاحم الصف، ووحدة الكلمة، وتجلّت الحنكة في أسمى معانيها، والدراية في أسنى مغانيها، حتى تبوأت مملكة الإنسانية بتوفيق الله ثم بعزيمة قادتها مكانة كبيرة، ومنزلة رفيعة، وتلك سنة سار عليها قادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس – طيب الله ثراه - حتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - أولئك كرام القوم الذين يتوارثون المجد جيلاً بعد جيل. ما إن يُفْضي منهم إلى مولاه مخلص أدى أمانته، ورعى وديعته، حتى ينهض مخلص تربى حيث تربى، ونهل من معين صافٍ وافٍ؛ فيتحمل الأمانة مثل إخوانه الذين سبقوه بالإيمان، والعمل الصالح، والإخلاص للوطن والأمة، ومثل ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - الذي نال الثقة الملكية الكريمة في اصطفائه ولي عهد أمينًا على حمى هذه البلاد الغالية، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للدفاع، ولم يتأت ذلك إلا بتوفيق الله تعالى ثم باستحقاق سموه لهذه الثقة التي تسنمها بدرايته وحنكته وحكمته وحميته، ولا غرو فهو سليل الملك، وربيب الزعامة، وفقه الله لهذه المهمة التي تنوء بحملها أعناق الرجال إلا الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وبه يعتدُّون ويعتمدون، وجعله الله خير خلف صالح لخير سلف صالح. كما نال ثقة قائد المسيرة - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز – حفظه الله - بتعيينه وزيرًا للداخلية، يحمي برعاية الله ثم ببصيرته وقوة شكيمته حمى هذا العرين، ويستمد من مولاه التأييد فيما أوكل إليه من مهمات هو أقوى بحملها، وليس بمستغرب عليه فهو عضد أخيه القوي الأمين لعقود من المنعة والقوة، رحم الله سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الحصن المنيع، وأعان وسدد وأيّد سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز السائر على نهج آبائه الكرام وإخوانه البررة في الذود عن حياض هذا الكيان الكبير. لقد أثبت خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - ومن حوله رجالات هذا الوطن من الأسرة المالكة الكريمة – وفقهم الله - مدى التلاحم فيما بين القيادة الحكيمة، وفيما بينها وبين شعبها الوفي، ولا أدل على ذلك من هذه الثقة الملكية الكريمة التي لم ينل شرفها فحسب أصحاب السمو الملكي والأسرة المالكة بل نالها كل مواطن على ثرى هذا الوطن المعطاء؛ فإن في هذه القرارات الحكيمة من السلاسة وانتقال الأمر إلى أهله ما يفخر به الوطن والمواطنون، وهذه شواهد على أن الوطن محمي بالله ثم بالمخلصين من أبنائه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والذين يتفانون في سبيل رفعة بلادهم وسموّها، ويحامون بأعمارهم دون طهرها وقداستها، حفظ الله على هذا الكيان قادته الحكماء، وسدّد رأيهم، وأنار بنور اليقين بصائرهم، وأدام على هذا البلد الأمين إيمانه وأمنه وأمانته.