فرغ العالم بأجمعه لمحاربة فيروس كورونا الجديد COVID-19، فمن خلال استطلاع وسائل الإعلام العالمية، احتل فيروس كورونا المرتبة الأولى في المواضيع الأكثر أهمية سواء في الغرب أو الشرق. وحثت منظمة الصحة العالمية أول من أمس دول العالم إلى الهجوم على كورونا، في دعوة واضحة لترك أي نزاعات سياسية وهو الأمر نفسه الذي دعت إليه الأممالمتحدة. فاختفت أخبار الحرب التجارية الصينيةالأمريكية، واختفت أخبار خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي «بريكست» واختفت أخبار النزاعات المسلحة في إفريقيا وغيرها من البلدان، وتبقى كورونا مسيطرا على كل الأحداث في الساحة الدولية. أرقام الشفاء المشجعة من الأمور الإيجابية في الوقت الحالي أرقام الشفاء من الفيروس التي تشهد ارتفاعا ملحوظا فقد أعلنت الصين أن 98 % من الحالات المصابة شفيت. ورغم أن الفيروس قضى على أكثر من 15 ألف شخص حول العالم، إلا أنه تم تسجيل شفاء أكثر من 100 ألف حالة. العمل الإنساني لوحظ أن الحكومات عندما تفاقم الأمر خلعت رداء السياسة وتدثرت بالإنسانية، وبدأت في تقديم المساعدات بقدر استطاعتها داخل أو خارج بلادها ونرى في تجربة الصين مبشرا للسيطرة والحد من تفشي الوباء، كما صرح المدير العام لمنظمة لصحة العالمية تيدروس أدهانوم الذي قال: «إن ووهان الصينية تعطي الأمل لباقي العالم بأنه حتى في أشد الأوضاع صعوبة يمكن السيطرة على مرض فيروس كورونا الجديد COVID-19». الاستفادة من تجربة الصين تعمل الحكومة الصينية بعد أن نجحت في السيطرة على المرض إقليميا على تقديم المساعدة ونقل تجربتها إلى غيرها عن طريق تبادل المعلومات والخبرات بينها وبين الدول، كما أنها أعلنت عن قرارها لمساعدة 82 دولة ومن ثم شرعت في تقديم المساعدات عن طريق الإمدادات بالكوادر البشرية المختصة والأدوات الطبية، حيث تم الإعلان عن وصول فريقين من الخبراء الطبيين الصينيين إلى إيطاليا مع إمدادات طبية متعددة، وكذلك أرسلت عددا من التبرعات لمكافحة الفيروس عبر قطار يتجه إلى إسبانيا يشمل بدلات واقية وكمامات طبية، كما أنها أرسلت الصين عددا من الفرق والمعدات الطبية إلى صربيا وكمبوديا، واليونان والبرتغال والتشيك وغيرها، وأرسلت الصين أيضا ما يتجاوز ال 5 ملايين كمامة وآلاف البدل والأقنعة الواقية لدعم ومساعدة 54 دولة في إفريقيا لمكافحة كورونا الجديد. الدعم السعودي فضلا عن الإجراءات السعودية التي تبث الطمأنينة لدى المواطنين والمقيمين، فإنها لم تتخل أيضا عن دورها الإنساني خارجيا في هذه الأزمة، وقدمت تبرعات وإمدادات لمدينة ووهان في إقليم هوبي كذلك، كما قدمت دعما ماليا قدره 10 ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الفيروس. على المستوى الدولي، شرعت الكثير من الدول في تقديم المساعدات، فأرسلت روسيا عددا من الطائرات إلى إيطاليا التي حملت على متنها عددا من المتخصصين، إضافة إلى معدات حديثة للتشخيص والتعقيم. وقدمت الكويت تبرعات مالية بقيمة 21 مليون يوان لمدينة ووهان في مقاطعة هوبي.