أدى نقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك من مستشفى سجن طرة إلى مستشفى عسكري بالمعادي بعد أن قال مسؤولون إن الزعيم المخلوع أصيب بأزمة صحية إلى المزيد من التشويش للمصريين في الوقت الذي ينتظرون فيه نتيجة انتخابات الرئاسة التي أجريت في مطلع الأسبوع. وأدلى مسؤولون كبار في الجيش بتصريحات مختلفة أول من أمس عن حالة مبارك البالغ (84 عاما) بما في ذلك إصابته بغيبوبة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي. لكنهم قالوا إنه لم يمت إكلينيكيا كما قالت وسائل إعلام حكومية لبعض الوقت. وظلت الحالة الصحية لمبارك مثارا للتكهنات منذ أن صدر ضده حكم بالسجن المؤبد في الثاني من يونيو ليظل ملقيا بظله على عملية الانتقال السياسي، وهو ما ذكّر أنه رغم مرور 16 شهرا على سقوط مبارك لم يتم التوصل إلى إجابات تذكر حول المصير الذي تتجه إليه مصر أو ما إذا كانت الديمقراطية ستسود. وتجمع العشرات أمام المستشفى الليلة الماضية بعضهم كان لديه فضول فقط لمعرفة الحقيقة في حين تجمع آخرون تعبيرا عن تأييده. وحمل أحدهم صورة لمبارك كتب تحتها "سيحكم التاريخ". وقالت لولا يماني (50 عاما) "مبارك مات منذ أن حكم عليه شعبه بالسجن وألقى به في طرة. أساء إليه شعبه ولم يمنحه حقوقه". وشعر الكثير من المصريين بالتشكك. واحتج البعض عندما لم يحكم عليه بالإعدام. ويعتقد كثيرون آخرون أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي خلعه بعد 30 عاما لتهدئة المحتجين يتواطأ ليجعل فترة حبسه أكثر راحة. من جهته، أكد يسري عبد الرازق عضو هيئة الدفاع عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك أن حالته الصحية أصبحت مستقرة، حسب قوله. وقال عبد الرازق، في تصريحات ل "الوطن"، أمس إن "حالة قلب مبارك وأجهزته الحيوية بدأت في الاستقرار بعد تدخل فريق من الأطباء مكون من 15 طبيباً قاموا بالتعامل مع حالته"، مضيفاً أن "نقل مبارك إلى مستشفى المعادي العسكري جاء بعد تدهور حالته الصحية بصورة خطيرة في ظل عدم ملاءمة مستشفى سجن مزرعة طرة للتعامل مع حالته الصحية، وهو ما سبق أن أكدناه من أن المنشأة الطبية المخصصة للرئيس السابق منشأة قذرة، وأنه في حالة صحية خطيرة تتطلب نقله لمنشأة طبية تتوفر فيها الرعاية اللازمة لحالته الصحية". وأضاف "تقدمنا حتى الآن بعدة بلاغات وشكاوى للجامعة العربية والصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية للتأكيد على أن سجن طرة لا يليق بمن كان خادما لمصر على مدار 30 عاما، وأقمنا دعوتين قضائيتين أمام القضاء الإداري تفيد بامتناع النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إضافة إلى مصلحة السجون، عن إعادة نقل حسني مبارك للمركز الطبي العالمي في ظل تردي الأوضاع الطبية في مستشفى سجن مزرعة طرة، لكن للأسف لم تردنا أي ردود حتى الآن". وكان اللواء سعيد عباس، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، قد أكد أن مبارك أصيب بجلطة، لكنه أضاف أن "أي حديث عن أنه توفي إكلينيكيا هو هراء"، فيما قال اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس العسكري إن "مبارك لم يمت سريرياً، ويحاول فريق الأطباء بمستشفى المعادي العسكري إنقاذه"، نافياً ما تردد عن وفاته. وهو نفس ما قام به اللواء محسن الفنجري، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي نفى المعلومات التي ترددت عن وفاة مبارك، مكتفياً بالقول بأنه "في حالة صحية حرجة للغاية".