فيما وقعت وزارة الصحة أمس، مذكرة تفاهم مع شركة سانوفي السعودية، وذلك للبدء في توطين ونقل تقنية صناعة الأنسولين محليا في المملكة وإمكانية التصدير الخارجي لدول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، يؤمن التوطين 10,780,000 وحدة تمثل استهلاك الأنسولين في المملكة والتي تنمو سنويا بنحو 10 %، ضمن سوق الأنسولين في العالم والذي يبلغ 21 مليار دولار. تبادل الخبرات تضمنت المذكرة التي وقعت بحضور وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، تبادل الخبرات المعرفية وتوطينها، وسرعة توافر الأدوية المبتكرة في علاج مرضى السكري في المملكة، وتقديم حلول مبتكرة للرعاية الصحية لعلاج وتقليل أضرار داء السكري في المملكة. 21 مليار دولار تسيطر ثلاث من شركات الأدوية العالمية الكبرى، وهي «نوفو نورديسك» و«إيلي ليلي آند كومباني» و«سانوفي»، على 99 % من سوق الأنسولين في العالم والذي يبلغ 21 مليار دولار من حيث القيمة، و96 % من حيث الحجم. وهذه الشركات الثلاث هي نفسها التي تسيطر على السوق الأمريكية برمتها. ورغم أن أكثر من 90 دولة من أصل 132 لا تفرض تعريفات جمركية على الأنسولين، إلا أن هذا العقار لا يزال مرتفع التكلفة بالنسبة لكثيرين، فالضرائب المفروضة عليه وهوامشه الربحية العالية، إضافة إلى التكاليف الأخرى لسلسة الإمداد كان من شأنها أن ترفع سعر هذا العقار وتضر بكونه متاحا في متناول الجميع. والتحكم العالمي في سوق الأنسولين يعني أن الدول لا يكون أمامها سوى عدد قليل من الموردين لتختار من بينهم، وذلك العامل -بحسب الدورية- يضطر مرضى السكري لتغيير نوع الأنسولين الذي يأخذونه، لأن الشركات تسحب بعض التركيبات من السوق. سد حاجة السوق يعد الأنسولين شديد الأهمية لمرضى السكري، وتنفق الدولة الكثير على ميزانيتها وتقدم الأموال لمعالجة المرضى، مما يشكل عبئا كبيرا وبحسب صندوق التنمية الصناعية السعودي فقد وصلت واردات المملكة من الأنسولين في 2014 مثلا إلى 335 مليون ريال وتنمو سنويا بنحو 10 %، مما يشير إلى أهمية توطﻴﻦ صناعة الأنسولين في المملكة لسد حاجة السوق المحلي والتصدير لدول الجوار وتحقيق الأمن الدواﺋﻲ والمساهمة في التنويع الاقتصادي، وتخفيض مستوى البطالة، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية الفنية المتخصصة. المنظور الفني وفق الصندوق الصناعي، فأسعار الأنسولين تختلف حسب النوع -بشري أو حيواﻧﻲ- ونظام حقنه -أنبوبة أو قلم- وحسب السوق. وتتحكم الهيئة العامة للغذاء والدواء بأسعار الأدوية في المملكة، ومن أهم التحديات الكبيرة في هذه الصناعة، صعوبة الحصول على المعرفة الفنية وذلك لمحدودية عدد الشركات التي ﺗﻤتلك هذه المعرفة الفنية وتحتاج هذه الصناعة أيضا إلى الاستثمار في الأبحاث وتطوير المنتجات لدعم استمرارية النجاح. كما تعتبر الفترة الطويلة التي تتطلبها عملية الموافقة على المنتجات الطبية من قبل هيئة الغذاء والدواء من الصعوبات التي تواجه المستثمرين في هذه الصناعة. نمو الاستهلاك يزداد معدل الطلب على استهلاك الأنسولين في المملكة سنويا 10 %، وتوقع تقرير لصندوق التنمية أن يزداد معدل الاستهلاك من 4,369,101 وحدة في 2011 إلى نحو 10,780,000 في 2020، فيما تتراوح الأسعار بحسب هيئة الغذاء والدواء بين 25 إلى 296 ريالا. وهو ما يستدعي قيام صناعة أدوية جادة لتوطين ونقل تقنية صناعة الأنسولين محليا. 80 مليون مصاب ذكرت دراسة حديثة نشرتها دورية «لانسيت» الطبية المعنية بمرض السكري وعلم الغدد الصماء، أن نحو 80 مليون مصاب بالسكري سيكونون بحاجة إلى الأنسولين بحلول عام 2030، إذ يتوقع أن يرتفع الطلب على هذا الدواء بنسبة 20 % في ذلك الوقت. ونحو النصف ممن سيحتاجونه، وغالبيتهم من آسيا وإفريقيا، لن يكونوا قادرين على الحصول عليه. بل إن واحدا من كل اثنين من المصابين بالنوع الثاني من المرض أصبح بالفعل لا تتوافر لديه سبل الحصول على الأنسولين الذي يحتاجه. استهلاك الأنسولين في المملكة 2016 7.370.000 2017 8.100.000 2018 8.900.000 2019 9.800.000 2020 10.780.000