بناء على مبادرات وجهود أمير منطقة عسير بعد أن وضع ضمن أهدافه وأولوياته الأمور الاجتماعية، وتم إنشاء لجنة (السلم المجتمعي) برئاسته، ووجه شيوخ القبائل والنواب والمحافظين ورؤساء المراكز لحل المشكلات بين أبناء أي مدينة أو محافظة أو قبيلة أو قرية إلى أن الصلح خير، لقول الله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)، وبادر أن تدخل بجهوده المباركة وتوجيه القيادة الحكيمة حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، في حل عدد كبير من المشاكل في منطقة عسير، والتي يصل بعضها إلى خمسين عاما، وكانت محل تقدير وشكر الجميع. وقد تمت في عدد من القبائل في منطقة عسير، منها قحطان وبلحمر، وآخرها مشيخه قبائل بلسمر، وبدأ بمشاكل الشيوخ والنواب والقدوات لأنهم المعنيون بإصلاح قبائلهم، فكيف يصلحون والخلاف واقع بينهم. ومع هذه التوجهات الكريمة والاهتمام بالإنسان وخاصة الشباب نأمل أن يتبنى فكرة (مجالس الأحياء) أو (مراكز الأحياء). يتضمن (مجلس أو مركز الحي) ملعبين للشباب وناديا للمتقاعدين، ويمكن دعم رجال الأعمال والبنوك لأن عليهم مسؤولية اجتماعية. مثل هذا المركز سوف يخلق نوعا من التآلف والتكاتف والترابط الاجتماعي، الذي بادر به أمير عسير الأمير تركي بن طلال بحل الإشكالات والنزاعات المجتمعية، وكلنا يدرك أن صلاح الأسرة والجماعة والقبيلة والمدينة، هو صلاح المجتمع. والمجلس أو المركز يكون له شروط وضوابط ولا يكون فيه أي مبالغات أو استخدامات غير مناسبة. ويشكل له أعضاء من أهل الحي أو القبيلة التي يكون فيها، ويكون لهم دعم سنوي رمزي، حسب نشاطه من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. ونأمل أن تشمل مراكز أو مجالس الأحياء المقترحة القرى، وأن يقام في كل قبيلة، (مركز أو مجلس القبيلة) وقد بدأت عدة قبائل بإنشائه، وحقق نتائج إيجابية، خاصة الملتقيات التي تعقد خلال الصيف، يحدث فيها تعارف الشباب بعضهم البعض، وفيها توجيه للشباب وحثهم على اللحمة الوطنية، والتعاون مع الدولة التي سخرت الرجال والمال لخدمة مهبط الوحي ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. والشباب يحتاجون الدعم والتوجيه، بوجود متنفس لهم، وملاعب رياضة قريبة من أسرهم. لنا أمل أن تكون مبادرة تتوافق مع رؤية المملكة 2030، ومع أهداف (لجنة السلم الاجتماعي). وأن تتبنى (وزارة الشؤون البلدية والقروية - وزارة الثقافة - وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية)، دراسة هذا المقترح لخدمة الأحياء والمدن والقرى والقبائل، وخلق تواصل وترابط وتكافل اجتماعي بينهم، لأن هذا حاليا شبه مفقود، حتى الجار لا يعرف جاره، والأقربون أولى بالصدقة. نسأل الله أن يحفظ هذا الوطن وقيادته، ويبارك في جهود كل مخلص لدينه ووطنه.