بفضل من الله تعالى، وبفضل ارتفاع نسبة الوعي لدى المسؤولين في هذه البلاد حول حقوق المرأة، ودورها المهم في بناء المجتمع وحفظه وتطويره، تتباعت القرارات الداعمة لهذا المبدأ، والتي أعادت كثيرا من الأمور في حق المرأة إلى نصابها، وجعلت المرأة تنطلق -دون خوف- لمزاولة الأعمال والمهن التي تناسب مهاراتها، وتطالب بحقوقها، وتنافس في أهم المجالات، ونجحت في ذلك نجاحا لافتا، وأثبتت نساء وفتيات كثيرات استحقاقهن كل الصلاحيات التي مُنحت لهن، والحرية والحقوق، وذلك حين مارسنها بصورة مشرفة داخل وخارج هذا الوطن. بينما -وبكل أسف- استغلت ثلة أخرى -قِلة- هذه الصلاحيات بشكل أساء أو كاد يسيء إلى الكثرة الصالحة الراقية من بنات هذا الوطن، وذلك حين انفلتن تفلت الإبل من عقلها، فهامت على غير هدى ولا خلق، وعكسن صورة ليست من الحضارة في شيء، ولا من الحرية والتمكين ولا الرقي، فأين الخلل يا ترى؟ لا نستطيع أن نقول في النشأة، بقدر ما هو خلل في جهاز الاستقبال برؤوسهن، والذي ترجم لهن كلمة «تمكين» إلى «تهجين» مع الفارق في التشبيه. فالتهجين هدفه إنتاج سلالات أرقى، ولم نشاهد إلا مسوخا بشرية تنسلخ من مبادئها -يوما بعد يوم- بدعوى التمكين، وتتبجح بدعوى الحرية، وتطل علينا على الهواء من على أسرة نومها بدعوى الشهرة، وتنفلت كالطلقة لتفوز بقبلة من مغنٍّ ومغنية على المسرح، ساحقةً كرامتها وكرامة أهلها على الملأ، فيا صبر الأرض على هؤلاء. وتحية إكبار لكل امرأة وفتاة اقتنصت هذه الفرص وهذه الحرية، لإثبات وجودها وقدرتها على البناء والتطوير، ونشر ثقافتها النافعة -أيا كان مجالها- وكل ذلك بشكل راقٍ ومشرف. كما نقدم أحر التعازي لكل من فقدت -بدعوى التمكين- احترامها وكرامتها، ونرجو لها عودا حميدا في القريب العاجل.