في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض يوم الاحد 15-10-1430ه ، واجاب فيه كل من الاستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع وكيل وزارة الثقافة والاعلام المساعد للاعلام الداخلي، والأستاذ أحمد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين على أسئلة ثلة من ممثلي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. جاء المؤتمر الصحفي بين يدي أول مؤتمر للناشرين العرب برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين يوم الثلاثاء 17-10-1430ه. وأبانت الأسئلة الموجهة عن بعض الهموم الخاصة والعامة في مجال النشر، وربما كانت بعضها خارج موضوع المؤتمر بسبب عدم الاطلاع المسبق على نشرة فعاليات المؤتمر، ومع ذلك فقد خرجت بانطباع ايجابي وجيد من هذا اللقاء. فقد تحدث الاستاذ الهزاع عن الأساسيات الثلاثة في النشر وهي الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها ولا التفريط فيها، وهي الدين والدولة والمجتمع. ففي حمى دعوى الحرية والبحث عن التفلت والفوضى يركب طائفة من اصحاب الأغراض حصان طروادة الذي يرفع لافتة حرية النشر ليقول من شاء ما يشاء متجاوزاً بدهيات المقدسات الدينية والأمنية والأخلاقية. وقد أثير موضوع حرية النشر لأكثر من سبب، ومنها ما أشار إليه رئيس جمعية الناشرين بتعبير "قاتلنا من أجل الانضمام إلى الاتحاد الدولي للناشرين" وقد تكررت منه كلمة "قاتلنا" وهي توحي بمقدار المعاناة التي وجدها الطلب السعودي، وجاء في ايضاحه ان دعوى عدم وجود حرية النشر في المملكة كان سبب الاعتراض على قبول عضوية المملكة في الاتحاد والحقيقة كما أوضح الاستاذان الكريمان أنه لا توجد حرية مطلقة في أي مكان. ففي كل دولة اسباب تمنع نشر بعض الأشياء، ولا يمكن أن يرتدي جميع الناس ثوباً واحداً. وإذا كانت حرية النشر تؤدي إلى اشاعة الفاحشة في المجتمع، والإخلال بالأمن كما هو الحال في جملة من الأفكار التكفيرية والتفجيرية، وإلى الاساءة إلى أقدس المقدسات الإيمانية- فإن هذه الحرية المعتدية مرفوضة لدى كل عاقل، وليس على أولي الأمر ألا يأخذوا على أيدي السفهاء والضالين ويحجروا على آرائهم إن لم يقدروا على الحجر عليهم !! ولا مبرر لنا أبداً أن نشرب من نهر الجنون بدعوى أننا لا نستطيع أن نمنع الناس جميعا أن يشربوا منه. إن فيروسات الفكر التي تنشر بوسائل النشر المختلفة أخطر على العقل والروح ، وعلى الدين والدولة، وأمن المجتمع وإيمانه من أشد فيروسات الجسم فتكا وضرراً، والوقاية خير من العلاج. إنني أرجو بل أقترح أن يتضمن توصيات هذا المؤتمر الأول للناشرين العرب ميثاق شرف للنشر مثلما هو موجود في سائر المهن ومتعارف عليه قديما وحديثا، يتضمن هذا الميثاق أن تحافظ دور النشر على الأساسيات الثلاثة ، الدين والدولة والمجتمع، أو الإيمان والأمن والأخلاق فيما تنشر، وذلك قمة المحافظة على الحرية التي يتباكى عليها ذوو الأهواء والإغراض السيئة لأن أهم مبدأ للحرية هو أنها تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. وما أعظم كتاب ربنا الذي نهانا أن نسب الذين يدعون من دون الله حتى لا يسب الله عدو بغير علم .