ردود الفعل على الحلقة الأولى من مسلسل الإنمي السعودي «أساطير في قادم الزمان» أظهرت إعجاباً كبيراً بالمستوى الفني للمسلسل الذي يمثل باكورة صناعة الإنمي السعودية. بداية صناعة الإنمي السعودية بهذه القوة تُبشّر بمستقبل كبير في واحدة من أهم الصناعات التي تميزت بها اليابان، واستطاعت من خلالها الترويج لثقافتها وقيمها لدى أجيال متعاقبة من جمهور الإنمي حول العالم. دخول المملكة في مجال صناعة الإنمي يمثل نقلة مهمة في اتصالنا بالعالم من حولنا، وإبراز ثقافتنا وقيمنا ومستوى التقدم الذي تعيشه المملكة، وهو أمر ربما لن نشعر بتأثيره على المدى القريب، إلا أن تأثيره على المدى البعيد سيكون كبيراً. الجهود المبذولة منذ سنوات للوصول لهذا المستوى من جودة الإنتاج والإخراج تمثلت في برامج الابتعاث والتدريب التي تقدمها مؤسسة مسك الخيرية للموهوبين في مجال الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو، والشراكات التي عقدتها شركة مانقا للإنتاج مع شركاء الصناعة، كذلك الاستفادة من خبرات المدبلجين العرب الذين كان لهم السبق في دبلجة أعمال الإنمي اليابانية للمشاهد العربي، وهذا ظهر بشكل واضح في الجودة العالية التي خرج بها مسلسل «أساطير في قادم الزمان». لكن حصر المسلسل على قناة MBC (التي تعرض حلقة واحدة في الأسبوع دون إعادة وتطلب اشتراكاً في موقع شاهد.نت لمشاهدته) قد يحد من انتشاره وتأثيره، فرغم أنَّ MBC تُعد القناة الأولى عربياً، إلا أن التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي مع المسلسل يُظهر أن أغلب التعليقات وردود الفعل صدرت من الجمهور السعودي. صحيح أن إنتاج المسلسل مُكلف، ويحق للجهات التي عملت عليه اتخاذ ما تراه مناسباً لضمان عوائد منه، إلا أننا في بداياتنا في هذه الصناعة نحتاج إلى أن نُقدِّم بعض التنازلات في سبيل تحقيق الهدف الأهم وهو ضمان وصول المنتج إلى الأسواق والجماهير المستهدفة، وهذا ما تفعله الكثير من الدول التي تعمل على تسويق ثقافاتها خارج حدودها. شركة مانقا للإنتاج التي أنتجت مسلسل «أساطير في قادم الزمان»، تؤكد بوضوح أن أهم أهدافها هي حكاية القصص عن السعودية للعالم ونشر القيم الإيجابية بين الشباب، وهذا يتعارض بشكل واضح مع حصر عرض المسلسل على قناة واحدة، حتى إن كان هذا الحصر مؤقتاً. نريد أن يشاهد كل العالم العربي منتجنا السعودي، ويتأثر بما فيه من رسائل إيجابية عن تاريخنا وثقافتنا وقيمنا الأصيلة.