الأرزاق بيد الله وحده، فهو سبحانه الذي يعطي ويمنع، قال تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}، والمؤمن مأمور بطلب الرزق ومأمور بالصلاة التي هي عمود الإسلام وأفضل وأحب العمل إلى الله، قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}، قال الإمام السعدي رحمه الله: (فيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها). أثنى الله تعالى على رجال لا تلهيهم تجاراتهم ولا بيوعهم عن ذكر الله، حيث ينصرفون عنها؛ ليؤدوا الصلاة المفروضة في وقتها مع الجماعة، وهذه هي صفة المؤمنين وعباد الله المتقين، عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه رأى قوما من أهل السوق حيث نودي بالصلاة، تركوا بياعاتهم، ونهضوا إلى الصلاة، فقال عبد الله: هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه: (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). فأي ربح يربحه اللاهي عن الصلاة، الناس يتوجهون إلى المساجد للصلاة وهو لاه في تجارته وبيعه، أو بأي مله عنها، كأن لم يسمع قول المؤذن: (الله أكبر) ولم يستشعر معنى هذه الكلمة العظيمة، وكأن لم يسمع (حي على الصلاة حي على الفلاح). قال النووي رحمه الله: (قوله حي على الصلاة معناه: تعالوا إلى الصلاة وأقبلوا إليها...ومعنى حي على الفلاح: هلم إلى الفوز والنجاة). وفلاح من أقبل إليها منصرفا عن الدنيا ومشاغلها، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع النداء خرج إلى الصلاة، عن الأسود، قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) وفي لفظ: (فإذا سمع الأذان خرج)، وأئمة السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان كانوا يتركون أعمالهم إذا سمعوا الأذان ويذهبون إلى الصلاة في المسجد. ومن محاسن بلادنا السعودية حرسها الله إغلاق الأسواق (المحلات التجارية) وقت الصلاة، والأمر بالصلاة، إذ إن الصلاة أهم من التجارة والبيع، فلا لهو ولا سهو عنها، كما أن في إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة إظهار شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وتعظيم لها، وأفلح والله من أدى الصلاة المفروضة في المسجد جماعة ولم يلهه مله عنها من تجارة وبيع وغيرها، ومن كمال هذه الشريعة الأمر بالصلاة، قال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}. فالمسلم يربي أطفاله ممن بلغ سبعا على أداء الصلاة، ويأمرهم بها ويحببهم فيها، ويضرب من بلغ عشرة أعوام إن لم يصل الفريضة، ضرب تأديب لا تعنيف فيه، أما في الأسواق والمحلات التجارية فما أجمل أمر آمرهم بالصلاة، فقد أدى الواجب بأمره إياهم، إضافة إلى أن هذا الأمر داخل في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}. مغلق لأداء الصلاة وسبقناك للصلاة فالحق بنا، عبارتان جميلتان فيهما تذكير وحث على الصلاة.