أعلن "الجيش السوري الحر" انسحاب عناصره من منطقة الحفة في محافظة اللاذقية التي تعرضت للقصف خلال الأيام الثمانية الماضية. وقال "الجيش الحر" في بيان أمس "المجلس العسكري في المنطقة الساحلية نفذ انسحابا تكتيكيا" من مدينة الحفة وقراها. وأورد البيان الذي حمل توقيع العقيد المنشق عبدالعزيز كنعان، قائد المجلس العسكري في المنطقة الساحلية، "أعطينا الجيش الحر أوامرنا لكافة عناصر الجيش في المدينة وريفها بالانسحاب المنظم وإخلاء المدينة من الجرحى والشهداء والنساء والأطفال والمقاتلين". وأضاف أن "الانسحاب تم بنجاح ونعدكم بجولات قادمة"، معلنا الحفة وريفها "منطقة منكوبة". وعزا "الجيش السوري الحر" انسحابه هذا إلى "الحرص على عدم ارتكاب المجازر بحق ما تبقى من سكان المنطقة"، وخوفا "من عدم الوقوع في فخ الحرب الأهلية التي يسعى إليها النظام". وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية تكبدت "خسائر فادحة" مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح. وقال معارضون فروا إلى تركيا إن طائرات الهليكوبتر ودبابات الحكومة السورية تقصف بلدة الحفة والقرى المحيطة بها بينما تقوم قوات برية باعتقال الرجال صغار السن وتنهب المنازل. ووصف مقاتل جريح من الجيش الحر يعالج في مستشفى بمدينة أنطاكية هجوم القوات الحكومية على الحفة وكيف ضرب بالرصاص وهو يحاول إنقاذ الجرحى. وقال محمد وهو مقاتل عمره 25 عاما أصيب برصاصة في الكتف "أولا هاجمت طائرات هليكوبتر القرى وفي وقت لاحق هاجمت الدبابات ثم في النهاية دخل جنود إلى المنازل ونهبوها وأشعلوا النار فيها". وأضاف أن قوات الأسد تقوم بإهانة الأسر السنية أثناء عمليات التفتيش. وقال "القوات تعتقل الرجال وتنزع الحجاب من على رؤوس النساء. وهم يعلمون أن هذا إهانة لنسائنا". إلى ذلك اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من طهرانالولاياتالمتحدة بتسليم المعارضين السوريين أسلحة. وقال إن "الولاياتالمتحدة تزود المعارضة بأسلحة تستخدم في المعارك ضد الحكومة السورية". وبرر لافروف في المقابل مبيعات الأسلحة الروسية إلى سورية التي "لا تنتهك أي قانون دولي" وتشمل "تجهيزات دفاعية". وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة قلقة من معلومات تحدثت عن إرسال مروحيات هجومية روسية إلى سورية، متهمة موسكو بالكذب في شأن عمليات تسليم الأسلحة. ومن جانبها، طالبت فرنسا بالوقف "الكامل" لصادرات الأسلحة إلى نظام الرئيس السوري كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو.