تم إلغاء الإجازات المرضية المكتوبة خطياً، وأصبح نظام «منصة» في تقدم رائع نحو الأفضل؛ لكن ما زالت المنشآت الصحية تنص على أنه من حق المريض الحصول على مشهد للمراجعة، في حين أن وزارة الخدمة المدنية اعتبرت مشهد المراجعة هذا إجازة مرضية! من المراجعين -وما أكثرهم- من يأتي فقط ليطالع المنشأة الصحية؛ ولا أبالغ في ذلك فقد رأيناهم كثيرًا، والعديد منهم يأتي فقط ليرى هل تغيرت ألوان الدهانات أم تبدلت أماكن العيادات؛ بل بعضهم يأتي للذهاب إلى دورة المياه فقط.. فكل هؤلاء لا يأتون للمنشأة الصحية لشأن صحي؛ إنما لمآرب أخرى؛ المهم أن هذا الزائر الذي أسميه «الزائر المتنزه» والذي لم يأت لصحته كونه مريضاً، أو مراجعاً، وبناء على نظام الصحة فإن من حقه الحصول على مشهد ينص على أنه راجع المنشأة الصحية تلك في يوم كذا ووقت كذا «مشهد مراجعة»، وهذا المشهد الذي يصدره الطبيب حين يصدره، فإنه يمنحه له كإثبات مراجعة فقط لا إجازة مرضية «أو ما يسمونه راحة»؛ لكن هذا المريض الذي لا يعاني من شيء والذي كفل له النظام الحصول على هذا المشهد، يتوجه بعد ذلك إلى موظف منصة لتسجيله كإجازة مرضية كون نظام الخدمة المدنية كفل له حصوله على إجازة مرضية بسبب المراجعة المرضية؛ علماً أن هذا الشخص في كثير من الأحيان يذهب هكذا «لا مرض ولا هم يحزنون»؛ إنما يحميه نظام الخدمة المدنية! أرى شخصيًا ضرورة مراجعة هذه المادة التي تفتح باباً لا ينغلق؛ فالكل سيأتي لأهون الأسباب، ويدعي أنه «يراجع»، والنظام يكفل له مشهد مراجعة، وهذا المشهد أصبح يمثل نظاماً، إجازة مرضية، علماً بأن الطبيب لم يعطه هذا المشهد إلا كمشهد، لا إجازة مرضية. إن لم تراجع هذه المادة فإن العواقب وخيمة؛ فمثلًا كم من طالب «سيفلس» من حصة فاتته بسبب معلم متسيب، وكم من معاملة ستتأخر بسبب موظف آخر كذلك، وقس على ذلك، كم من موظف قطاع خاص سيفقد رب عمله من المال بسبب تغيبه غير المبرر. ختاما؛ هلا شكلت الخدمة المدنية والصحة لجنة لحل هذا الإشكال الذي أراه شخصيًا غير صحيح؛ ومن شأنه فتح الباب على مصراعيه، باكتظاظ العيادات بالمراجعين الوهميين على حساب المرضى الحقيقيين؛ ومن شأنه أيضًا تعطيل مصالح الناس المبنية على غياب هذا المراجع الوهمي! والسلام.