تعددت المحطات والأحداث والمواقف المتميزة في مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-، حيث إن المتتبع لمسيرته العملية يجدها مليئة بالمبادرات والإنجازات والحزم والعزم والحكمة وأعمال الخير وغيرها من الجهود الكبيرة. في الثالث من ربيع الآخر 1441 الموافق 30 نوفمبر 2019 تحلُّ علينا الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية، وقضى الملك سلمان أكثر من 50 عاما أميرا لمنطقة الرياض، وعامين ونصف العام ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إثر تعيينه في 28 رجب 1434 الموافق 18 يونيو 2012، كما بقي حينها في منصبه وزيراً للدفاع وهو المنصب الذي عُيّن فيه في 9 ذو الحجة 1432 الموافق 5 نوفمبر 2011. الذكرى الخامسة والغالية تحل علينا والمملكة تمر بمرحلة تاريخية مختلفة تماماً تتمثل في الرؤى والتحولات الكبرى الهادفة إلى دعم رؤية المملكة 2030، ورفع مستوى نمو وقوة الاقتصاد الوطني والمضي بالمملكة قدماً في طريق ما يشهده العالم اليوم من تحولات كبرى. الملك سلمان يتميّز بالجمع بين الحزم والعزم واللين والحكمة، كما يتميز بالحنكة السياسية وبعد النظر وقوة الشخصية وسداد الرأي، وهو الحاضر دائما في صياغة القرارات وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن، وهو رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة، بل دولة في رجل، وتاريخه القيادي والسياسي يشهد له بذلك، كما أن مجلسه مفتوح للمواطنين، ودائما يؤكد -حفظه الله - تمسكه بالأسس الثابتة والشريعة الإسلامية السمحة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد المؤسس طيب الله ثراه، وإن كل مواطن في المملكة هو محل اهتمامه ورعايته الأبوية. ومنذ توليه المسؤولية، حفظه الله، ضخ دماء جديدة في شرايين الجهاز الإداري والتنفيذي للدولة تزامناً مع حزمة من القرارات الحاسمة والإصلاحات الهيكلية للقضاء على ترهل الجهاز الإداري بما يتناسب مع احتياجات العصر ومتطلبات الوطن والمواطن. وقد حققت المملكة تقدماً كبيراً في إصلاح الاقتصاد السعودي من خلال بناء قوة اقتصادية واستثمارية عالمية، والوصول بالمملكة إلى مستويات متقدمة بين دول العالم. ففي عام 2019 حققت المملكة الاقتصاد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، كما تقدمت إلى المرتبة السابعة من بين مجموعة دول العشرين، متفوقة على اقتصادات متقدمة في العالم مثل: كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا وإندونيسيا والهند وروسيا والمكسيك وتركيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والأرجنتين، وحققت المملكة أكبر تقدّم بين الدول الأكثر تنافسية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019، الصادر من مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية، وحصلت على المرتبة (36) على سلم المؤشر بين 141 دولة، مُتقدّمةً ب (13) مرتبة عن العام الماضي 2018. يُذكر أن المملكة أُدرجت رسميًا لأول مرة في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية في عام 2017، حيث يقيس التقرير أداء الدول الأكثر تنافسية في العالم منذ عام 1989، كما يقوم بتحليل 235 مؤشرًا فرعيًا لقياس جوانب مختلفة من القدرة التنافسية لاقتصادات 63 دولة في العالم، كما تم مؤخرا انضمام المملكة لمجموعة العمل المالي، فاتف FATF) (Financial Action Task Force,، وهي منظمة حكومية دولية مقرها باريس، أسست عام 1989، وتهدف إلى محاربة تزوير العملات وتمويل الإرهاب، وتضم 37 عضواً في المنظمة، وقد انضمت المملكة إلى هذه المنظمة كأول دولة عربية في 18 شوال 1440 الموافق 21 يونيو 2019. ويُعد حصول المملكة على عضوية مجموعة العمل المالي منسجماً مع جهودها وبرامجها المالية والاقتصادية، وتحقيقاً لرؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى دعم تنمية الاقتصاد السعودي الوطني، وزيادة كفاءة القطاع المالي ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. لقد تحققت الكثير من الإنجازات والتحولات وذلك بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بالجهود المخلصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ويؤازرهم أبناء الوطن الأوفياء. وفرحة الوطن بهذه المناسبة الغالية تعبر عن عمق العلاقة والتلاحم الكبير بين القيادة والشعب السعودي الوفي، كما تعبّر عن تقدير أبناء الوطن للجهود والمنجزات الكبيرة التي تحققت في شتى المجالات.