أكد الأمير فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أن مناهج التربية الوطنية في المدارس السعودية هي كتب تاريخ ولا تعلم الوطنية لأن الوطنية عاطفة وعمل وولاء وانتماء. وطالب الأمير فيصل خلال محاضرته التي ألقاها في نادي جازان الأدبي نهاية الأسبوع الماضي وجاءت بعنوان (مقومات حب الوطن) رجال العلم وطلبته بأن يبحثوا في هذا الموضوع الهام وأن يجتهدوا في سبر أغواره، مؤكدا أنه ضد القومية لأنها تحث على العصبية، لافتا إلى أن هناك إسهامات فكرية في أهمية الوطنية اتسمت بالكثافة إلا أنها في كثير من الأحيان ركزت على جوانب من الموضوع وأغفلت أخرى. وعن تعريف الوطنية، قال الأمير فيصل إن بعض الباحثين عزا ظهور مصطلح الوطنية بظهور الدولة العصرية (القانونية) في العصر الحديث، إلا أن الكثيرين اختلفوا في مفهوم الوطنية ودلالاته فالوطنية لغة من الوطن: المنزل تقيم فيه وهو موطن الإنسان ومحله, إذا فدلالة الوطنية تعود إلى مكان النشأة والإقامة. وبين الأمير فيصل أن للوطنية ثلاثة أركان هي: عاطفة حب وانتماء، والحب يقوم على تصور أو شعور فيه انجذاب شديد للمحبوب أو الشيء النافع, والانتماء وهو حالة اندماجية تحصل بين الناس وأوطانهم، مؤكدا أن المكان في حد ذاته ليس منبع الوطنية. يتبعها نشاط إيجابي: ويقصد به ثمرة الوطنية التي تظهر في النشاطات التي تحفظ الوطن ورموزه ومقدراته. وتحدث عن خصائص الوطنية المتمثلة في أنها مركبة بمعنى أنها مزيج من العواطف تتداخل فيما بينها مثل الحب, السكينة, الحماسة، الفخر, الانتماء ولابد أن تظهر تبعات ونتائج تلك العاطفة على أرض الواقع أفعالا إيجابية. وأنها متعدية بما أن أحد أركان الوطنية عاطفة وترتبط بالحضارة الإنسانية فليس لها حدود تقف عندها ولا تحجمها قيود نظامية أو سياسية. وأنها غير ثابتة بما أن الوطنية عاطفة فهي تخضع سلبا أو إيجابا للظروف المحيطة بالإنسان فإذا عجز الوطن عن تأمين ضروريات وحاجات الإنسان وصلت الوطنية لأدنى حالاتها والعكس صحيح كما أنها تصل إلى أعلى درجاتها في حالات الخطر الداهم على أمن الوطن واستقراره. وقال الأمير فيصل إن الإسلام دين الفطرة السليمة وعاطفة الإنسان تجاه مكان إقامته ونشأته وكل الأماكن التي يرتاح لارتيادها والمكوث فيها من الفطرة البشرية وتدخل في دائرة المباح إن لم تكن معصية أو تفضي إليها.