لو قال لي شخص منذ عامين فقط، إن بلادنا ستشهد تغيرا وتطورا ملحوظا، لم يحدث قبله ولا مثله في سائر البلدان، بكل تأكيد كنت سأتعجب منه وأتحيّر من خياله الواسع! ولكن التغُير الذي ظننته غريبا وكنت أستبعده، أصبح حقيقة اليوم وواقعا نعيشه، ويتطلب مني الوقوف له والتعليق عليه. ٍأقف لإنجاز تاريخي وأحتفي بنجاح وطن.. أتعلم ما يعني نجاح الوطن؟ هو رؤية الأرض التي ولدنا فيها وعشنا عليها، تنمو وتزدهر وتسابق الزمن ولا ُيوقفها أحد.. تركيز نحو هدف، مواصلة وعزيمة وسعي، لا رضوخ ولا تسليم أو رضا بالقليل.. وحدها القمة هي الغاية والهدف. وفي ظل دورة الوطن السريعة خير مثال على أن التغُير والتغيير سنتان كونيتان، فلا شيء يدوم على حاله، البعيد قد يقترب، والمستحيل قد يحدث، والُمنتظر قد يحين، حتى القناعات والعادات التي تظل حبيسة لفترة طويلة من الزمن ممكن لها في يوم أن تتحرر! وكما أنني كنت أتعجب ممن يتوقع لنا سرعة التغير، ها أنا اليوم أضحك وأنا أكتب عن نظرتي القديمة للأمور. وبما أن بعيد الأمس قد صار اليوم واقعا، فالمتوقع لمستقبل البلاد إذاً كله إيجابية، وتميز وازدهار. فالوسائل الآن كلها متاحة، والفرص كما نعرف لا تتكرر كثيرا، وعلى كل أبناء هذه الأرض الطيبة استغلال الفرص جيًدا، وإثبات ذواتهم وقدراتهم، والسعي للعمل الجاد والمتميز من أجل تمثيل مملكتنا الحبيبة وتقديمها بالشكل الصحيح الذي ُنحبه لها ونرضاه، قبل العالم أجمع. عيدنا الوطني 89، مناسبة رائعة لأن أقول اليوم، إن إرادة الشيء هي ما يصنع الفارق، خاصة تلك الرغبة القوية بالتقُدم التي لا يضاهيها أي شيء آخر؛ لأنه وبكل بساطة، المضي لارتقاء سلم النجاح لا يتطلب التفاتا للوراء، بل مواصلةً وعزيمةً وإصرارا. ونحن أردنا التغيير وعقدنا العزم، وعزائمنا اليوم لا تتسع لها أرض ولا سماء. كل الأمنيات الصادقة من أجل غد يطل على وطن أجمل، وخفاق أخضر يرفرف في فضاءات بلادنا مزهوة بالعز والشموخ، وبكل الخير والحب والسلام.