اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد أمس بمثابة "إعلان لاستمرار الحل الدموي ولقمع الثورة بأي ثمن"، حسبما قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار. وأضاف أن الأسد "يحاول إخماد الثورة بغض النظر عن تداعيات هذا القمع على المجتمع السوري"، معتبرا أن خطابه مشابه "لخطاب الأنظمة الاستبدادية العربية الأخرى التي سقطت في المنطقة وهي تردد نظرية المؤامرة الخارجية ولا تعترف أن هناك أزمة داخلية وثورة وشعوبا تطالب بالحرية والديموقراطية". وأبدى نشار قلقه من "إشارة الأسد دائما إلى التقسيم والفتنة الطائفية في ظل عمل نظامه باستمرار على الدفع في هذا الاتجاه". وقال "منذ الأيام الأولى للاحتجاجات مع أطفال درعا، والأسد يتحدث عن فتنة طائفية، رغم أنه لم يسجل في الأشهر السبعة الأولى للثورة أي حادث عنفي". وكان الرئيس السوري أعلن في خطاب له أمام مجلس الشعب الجديد أن "لا مهادنة ولا تسامح" مع الإرهاب، مؤكدا أن أمن الوطن "خط أحمر"، وأنه سيمضي في مواجهة "حرب الخارج" على سورية، مهما غلا الثمن. واعتبر الرئيس السوري أن سورية لا تواجه مشكلة سياسية بل "مشروع فتنة أساسه الإرهاب، وحربا حقيقية من الخارج". وتابع "نحن ندافع عن قضية ووطن، فقد فرضت علينا معركة. والعدو أصبح في الداخل". وزعم الأسد أن للمال دورا في تأجيج الاحتجاجات وأعمال العنف في بلاده، مشددا على أن "الدور الدولي في ما يحصل لم يتغير". وفي محاول لتبرئة نظامه، وصف الأسد منفذي مجزرة الحولة في حمص التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل في 25 مايو الماضي بأنهم "وحوش". وابدى استعداده للحوار مع المعارضة "شرط ألا تكون هناك قوى تطالب بتدخل خارجي أو انغمست في دعم الإرهاب". ومساء أول من أمس، توافقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف على ضرورة العمل معا في شأن الأزمة السورية، وفق ما أعلن مسؤول أميركي. وقال المسؤول الأميركي إن كلينتون أبلغت لافروف خلال اتصال هاتفي "علينا أن نبدأ بالعمل معا لمساعدة السوريين في استراتيجية الانتقال السياسي لسورية. وأريد أن يعمل مسؤولونا معا حول أفكار في موسكو وأوروبا وواشنطن وفي كل مكان يكون ضروريا بالنسبة إلينا". ولا تزال روسيا، أبرز حلفاء نظام بشار الأسد، تعارض صدور أي قرار في مجلس الأمن يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري بحق المناهضين له. وشكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الجمعة الماضي بعد محادثات أجراها في باريس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في فاعلية العقوبات التي قد تتخذ ضد النظام السوري. وفي أنقرة، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الرئيس الأسد بالتصرف باستبداد معتبرا أن مقاربته لن تخدم السلام. وقال للصحفيين إن الأسد لم يطبق الإصلاحات بتفهم ديموقراطي وإنه لا يزال يتعامل مع المشكلات بمنطق استبدادي ومقاربة استبدادية. وأعرب رئيس الوزراء التركي عن اعتقاده أنه من الصعب إرساء السلام في سورية طالما أن موقف النظام السوري سائد حتى الآن.