يتسابق 26 مرشحا تونسيا في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تجرى بعد أقل من أسبوعين، فيما تتباين حظوظ المتسابقين إلى قصر قرطاج، خصوصا في ظل تعدد المرشحين اليساريين وانهيار تجربة ائتلاف الجبهة الشعبية، وتضاؤل فرص مرشح حزب النهضة الإخواني، الذي يعاني من أزمات محلية وإقليمية ليس آخرها انهيار التنظيم الرديف في السودان. حرص على التجربة يبدو في الأفق حرص كبير على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي للحفاظ على بريق التجربة التونسية الرائدة في مرحلته الثالثة للانتخابات، بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وساعدت على ميلاد العديد من التجارب الفاشلة في المحيط العربي. وتتجه الأنظار إلى مرشحي حركة النهضة التي دفعت بمرشحها عبدالفتاح مورو للانتخابات الرئاسية، بعدما توقع العديد من السياسيين في تونس أن تصطف الحركة خلف مرشح حزبي آخر ودعمه بأصوات أنصارها ومالها، وهو ما يبرز تساؤلات حول حظوظ مرشح النهضة نحو قصر قرطاج، بعدما تساقط أعتى جدر الإخوان المسلمين في مصر والسودان. التكتلات الحزبية والشعارات يتفق كثيرون أن للانتخابات الرئاسية حسابات معقدة، قد تحكمها حرارة الاستقطاب والمال الانتخابي والدعاية، فضلا عن أجواء المراوغة السياسية واللعب على أوتار التكتلات والخدمات، التي تقدمها خلافات الأصدقاء لصالح الأعداء، وهي ما تشغل الصناديق الشفافة بالبطاقات الملونة. ويرى مراقبون محليون أن حظوظ المرشحين اليساريين للانتخابات الرئاسية تتآكل بسبب تأثرها بحالة الاستقطاب والصراع الحاد بين حركة النهضة من جهة، والعائلة الوسطية التقدمية ذات المرجعية الدستورية أو البورقيبية من جهة أخرى، وهذا ما يسلبهم قوة الحضور في حلبة الصراع ويعقد حسابات اليسار في ميزان السباق نحو قصر قرطاج. تجربة الجبهة الشعبية راهن كثيرون على تجربة الجبهة الشعبية كبديل قوي لإيجاد التوازن السياسي على الساحة، إلا أن التجربة تفككت وانقسمت وانتهت بسبب اختلاف وجهات النظر حول طريقة إدارة شؤونها، وكذلك الفشل في حسم ملف الترشح للرئاسة، مما يفتح الباب واسعا لشتات أصوات العائلة اليسارية وتبعثرها رغم كثرتها، بما يخدم أي تيار مخالف. ويشيرون إلى أن البيئة السياسية والتحولات الراهنة على الصعيد العربي، تعتبر تجربة الإخوان على المحك، غير أن التشتت الذي يعتري صفوف اليسار، والتيار الوسطي المتأثرين فعليا بقوة الاستقطاب الثنائي بين النهضة ونداء تونس، خلال السنوات الماضية، قد يخدم تيارات أخرى في حلبة الصراع الانتخابي. حركات الإسلام السياسي تعاني حركة النهضة كغيرها من حركات الإسلام السياسي في المنطقة من تضاؤل فرص القبول الشعبي، والضغوط الإقليمية، خصوصا بعدما تنبه التونسيون لحقيقة التوجهات الفكرية وأساليب الإقصاء السياسي، ومحاولات أخونة الحياة السياسية والدولة بعيدا عن روح التسامح وقبول الآخر، التي يؤمن بها المجتمع وتراضى عليها. نتائج استطلاع الرأى تبدو نتائج استطلاع الرأى الذي أجرته شركة سويسرية أقرب إلى الصواب، بعدما جاءت بعبد الكريم الزبيدي فى المركز الأول، وحلول نبيل قروى ثانيا، وعبير موسى ثالثا، بينما جاء فى المركز الرابع يوسف الشاهد رئيس وزراء تونس، والمرشح فى انتخابات الرئاسة التونسية، في حين حل فى المركز الخامس عبد الفتاح مورو، في وقت تبقى نتائج الصندوق هي الفصل. مخاوف السباق نحو قصر قرطاج تباين حظوظ المتنافسين انهيار تجربة ائتلاف الجبهة الشعبية تعدد المرشحين في قوائم اليسار التونسي مخاوف من حظوظ مرشح حركة النهضة تأثير الاستقطاب والمال على نوايا الناخبين