نفى مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد الملحم في حوار مع "الوطن" ما أشيع عن وجود هجرة للطيارين السعوديين، مؤكدا أن أعداد الذين خرجوا "محدود جدا". وأكد الملحم على عدم وجود النية في الوقت الحالي لدى الخطوط بإتاحة الفرصة للمرأة السعودية بالعمل ك"مضيفة طيران"، مشيرا إلى أن هناك فرص عمل للسيدات عبر برنامج جديد لمحاسبة الإيرادات. وعن تبعات أحداث الربيع العربي، أكد الملحم أن تلك الأحداث خلخلت سوق الطيران، فيما لفت إلى أن توقف العمل في سورية وقلة أعداد السعوديين المسافرين إلى مصر، جعلاهم يوجهون الرحلات إلى محطات كانت تعاني ضغطا في السابق كمحطتي دبي والولايات المتحدة الأميركية. وبرر الضغط الكبير الذي تواجهه مطارات المملكة في الوقت الحالي بأنها تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية، مؤملا بأن تقضي مشاريع التوسعة الحالية على هذا الأمر والذي سيرافقه في المقابل نمو في أعمال الخطوط السعودية، حيث إنه لا يرى فائدة في زيادة أعداد طائرات الأسطول إذا لم تقابلها زيادة في الطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة. إلى الحوار.. بداية بودنا أن تحدثنا عن خطوة خصخصة قطاع التموين، وما هي القيمة المضافة من خلف هكذا خطوة؟ هذا جزء من برنامج التخصيص الذي أقره المجلس الاقتصادي الأعلى وهو برنامج يستهدف تحويل وحدات العمل الموجودة في الخطوط السعودية إلى شركات ومن ثم تخصيصها ابتداء للمستثمرين لإعادة هيكلتها ووضعها في نطاق شركة وتحسين أدائها ووضعها في قالب لتكون جاهزة للتخصيص ومشاركة المواطنين والمستثمرين عن طريق الطرح الأولي لبعض أسهمها، وهي شركة متخصصة تعمل في مجال تموين الطائرات وكذلك تموين الشركات في مواقع أعمالهم والمبيعات الجوية، وأعمال عديدة جدا، وهي أول الشركات التي تم تحويلها بالخطوط السعودية إلى برنامج تخصيص وبيعها على المستثمرين، وهي أول شركة سيتم طرحها للاكتتاب العام. وما هي القطاعات التي ستلحق بالتموين فيما يتعلق بالخصخصة؟ هناك عدد من الشركات، مثل: شركة الشحن، وشركة الخدمات الأرضية، وشركة الصيانة، والشركة المتخصصة للتدريب، وكلية الأمير سلطان، وعدد آخر من الشركات الشقيقة التي سيتم حسب جاهزيتها وضعها في قالب يكون مناسبا وجاهزا للطرح. كم ستكون نسبة الطرح للمواطنين بالنسبة لشركة التموين؟ نسبة الطرح ستكون 30% لأسهم شركة التموين، وهي شركة ذات ربحية مميزة ونمو مميز وتعمل بصفة تجارية وبطريقة حرفية، وفيها توسع بحجم أعمالها ولديها من القدرات والخبرات ما يؤهلها لأن تكون رائدة، وبودي أن أوضح أمرا هاما، وهو أن النمو في قطاع الطيران في المملكة من أعلى معدلات النمو في العالم كله، هناك 54 مليون مسافر في عام 2011، التوقعات المتحفظة تقول إن هناك ما يزيد بقليل على ال8% نسبة نمو في العالم، وهذا يشكل نحو 5 ملايين مسافر في السنة، وبالتالي النمو الكبير جدا يكون ذا فائدة على جميع الأعمال ذات العلاقة، ومن الأسباب الرئيسية أيضا قوة الاقتصاد السعودي إذ إنه الاقتصاد الوحيد الذي لم يتأثر بالأزمة العالمية، ولدينا قطاع الحج والعمرة في نمو متزايد بشكل كبير جدا، أضف إلى ذلك جغرافية المملكة وتباعد أطرافها مما يجعل من طريقة التنقل بالطائرة من أهم وسائل النقل، إضافة إلى أن 7 ملايين أجنبي يعملون داخل المملكة، إضافة إلى أن الشعب السعودي أعماله كثيرة ويحتاج للسفر على طول العام ويدعم ذلك وجود 90 ألف مبتعث أيضا، فكل هذه عناصر نمو كبيرة، أضف إلى ذلك النمو المتوقع في المنشآت والمرافق الهامة، فجميع مطاراتنا اليوم تعمل بأكثر من الطاقة الاستيعابية فيها، فزيادة حجم المطارات كالأعمال القائمة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة على سبيل المثال، ستعطينا طاقة إضافية كبيرة للنمو، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز تمت ترسيته على شركة ويعطي طاقة نمو ل8 ملايين مسافر بعد أن كان 4 ملايين، ومطار الملك خالد الدولي طاقته 9 ملايين مسافر ويعمل اليوم بطاقة تصل ل15 مليونا، وسيعطينا طاقة إضافية تصل ل25 مليونا، فجميعها عناصر ستكون مميزة لنمو الحركة، لأنه وبدون تلك المرافق سيكون هناك ضغط على إمكانية النمو، فكل ذلك سيعطي فرصا إيجابية لقطاع الطيران في أن يكون عنصرا أساسيا للتنمية الاقتصادية في البلد. ولكن، هل أنتم كخطوط سعودية مستعدون لمواجهة النمو المتوقع في هذا القطاع؟ نحن لدينا في الخطوط السعودية نمو في الأسطول ونمو في أعمالنا الأخرى، وكلها مبنية على هذا النمو المتوقع والمرافق التي يتم إنشاؤها. غير أنه مع كل ذلك نلحظ الضغط الكبير على الخطوط السعودية، ما هي الأسباب؟ السبب الرئيسي في أن المرافق تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية، حينما يكون هناك ضغط يفوق الطاقة الاستيعابية لا يمكن أن تحقق نموا إيجابيا بدون وجود مرافق، يعني حتى لو اشتريت طائرة والمرافق تكون ممتلئة يصعب عليك استيعاب النمو الزائد، من المهم جدا أن تكون المرافق تنمو بطريقة متزايدة ولا تترك بحيث لا تتم التوسعة إلا حينما يتعدى المطار طاقته الاستيعابية. وماذا بالنسبة لفصل الصيف الذي يعد أكثر الفصول ضغطا على المطارات؟ النمو في الربع الأول في العام الحالي وصل 21% عن العام الماضي، وبالتالي النمو يتزايد باستمرار، طبعا الصيف وبسبب الإجازات والتي تعتبر هذا العام قصيرة جدا، وكذلك في هذا العام هناك خلخلة في الأسواق وهناك أسواق تقليدية كمصر وسورية تتعرض لأمور جعلت المسافرين يتحولون إلى وجهات أخرى، ولكن ما أريد أن أقوله هنا هو أننا في السنين الماضية زدنا عدد المعروض ووضعناه متوفرا لمن يرغب حجزه مبكرا حيث إنه من بداية السنة متوفر للجميع، ومن سيخطط لسفره جيدا سيكون قادرا على الحصول على حجوزات ولكن هناك البعض يتردد في تحديد وجهة سفره مما يجعله يفقد الحجوزات المتاحة. ولكن هل هذا هو السبب الوحيد في الضغط الذي يشهده موسم الصيف كل عام؟ لا، ولكن لا يمكن أن تكون هناك أي خطوط تعمل في طاقة أنها تستوعب النمو فقط لمرحلة شهرين، فلا يمكن تحقيق ذلك لأن هذا يحتاج أسطولا وطيارين، لذلك الذروة التي تحصل الآن ليست فقط محصورة على الخطوط السعودية ولكنها ذروة عند جميع شركات الطيران، لأنه هذا الصيف وهذه طريقة عمله، فنحن نعمل بأقصى معدلات العمل ولكن لا يمكن تحقيق رغبات الجميع لأنه بهذه الطريقة سيكون لدينا 10 أشهر من السنة بطاقات غير متوفرة، وكذلك المرافق الموجودة، وحسن التخطيط سيعطي الإمكانات الأفضل، وهناك مشكلة أخرى وهي أنه في أول أسبوعين من الإجازة نشهد حركة كثيفة وبعدها تكون فترة هدوء وفي آخر أسبوعين من الإجازة تعود الحركة لذروتها. يعني، هل أفهم من كلامك بأن خططكم المرسومة تبدأ مع بداية العام وليس هناك خطة خاصة بالإجازات؟ نعم، فنحن جدولنا في الشتاء يختلف عن الصيف فعدد الرحلات تختلف من فصل لآخر بحسب العرض والطلب، فلا يمكن أن نضع طاقة في الشتاء غير مستهلكة، لأن اليوم تكلفة عمل أي طائرة جزء كبير منها ثابت، لذلك نحن حريصون في هذا الجانب، فالرحلات ليست مخزونا تضعه في مخزن تخرجه وقت ما تشاء وتعيده وقت ما تشاء، فطيران الطائرة يعني انتهاء مخزونها وبالتالي من المهم طريقة التعامل مع المعروض وتعضيد إمكانيته للمسافرين وللخطوط في نفس الوقت. التحالف الأخير مع سكاي تيم، ما هي الميزة الإضافية الممكن أن تجنوها من هذا التحالف؟ تحالفنا مع سكاي تيم من أهم الخطوات في إعادة تحسين الخدمة بالخطوط السعودية، سكاي تيم تحالف بين عدد من الشركات الرئيسة في العالم، هذا يتيح للخطوط السعودية العمل من منظومة شبكة شركائنا بأن يكون لدينا عمل من خلال شبكة مكونة من 970 محطة التي يعملون فيها بحدود 93 دولة بواقع 14700 رحلة يوميا، فهذه ستعطي المسافر السعودي إمكانات أفضل، إضافة لخدمات المطارات وخدمات الصالات وبرامج الولاء حيث ستتاح عملية تبادل النقاط فيما بيننا وبينهم، إضافة لوجودنا في تحالف سيجعل الخطوط السعودية تقدم دائما أفضل الخدمات المشابهة لشركائنا، حيث سيكون هناك تحسن مستمر للخدمة سواء في الأرض أو في السماء. والمستفيدون هل سيكونون من عامة العملاء أو أن هناك فئة معينة؟ الخدمة ستقدم للجميع. بالنسبة لملف استيعاب المرأة للعمل في الخطوط السعودية، ماذا تم بشأن التوجه نحو قيامها بخدمات العملاء في كاونترات المطارات؟ لا يوجد أي تفكير في الوقت الحاضر، ولكن ما نفكر فيه هو إيجاد عمل للمرأة في أماكن تكون حسب القرارات المشرعة لذلك في مواقع تراعي خصوصيتها، فلدينا برنامج جديد لمحاسبة الإيرادات سيخصص للسيدات بحيث تتدرب مجموعة منهن على عمل متخصص هام، أيضا في مسألة المساندة بالبرامج الآلية. اسمح لي بطرح آخر سؤالين، ما هي تأثيرات الربيع العربي على عمل الخطوط السعودية؟ - المرحلة الماضية شهدت خلخلة بالأسواق، فتوقنا عن العمل في سورية أوجد طاقة إضافية وضعناها في أماكن أخرى، الحركة البينية بين مصر والمملكة وخصوصا أعداد السعوديين المسافرين إلى مصر خفت كثيرا. كم نسبة انخفاض السفر إلى مصر؟ كأرقام للمسافرين المصريين لم يتغير كثيرا لأن عدد المصريين كبير، لكن بالنسبة للسعوديين سجلت أعدادهم انخفاضا، لكن كان هناك نمو في أماكن أخرى، فمثلا نحن لدينا 10 رحلات يومية إلى دبي وبعض الطاقات استوعبناها في أماكن أخرى، دبي وأميركا ودول الشرق وبعض الدول التي كان عليها ضغط، فعملنا على إعادة هيكلة هذه الحركة للاستفادة من الطاقة المتوفرة ووضعها في أماكن الاحتياج. كيف ترد على من يقول إن هناك هجرة من الطيارين السعوديين لشركات الطيران الأخرى؟ - لا توجد هجرة وإذا كان هناك مثل أي قطاع آخر أشخاص محددون جدا، فهذا طبيعي، ولكن الحمد لله نحن فخورون بوجود طيارين سعوديين قادرين لديهم الولاء والمعرفة ولدينا معهم بناء بنيناه خلال الفترة الماضية، ونستمر في برامج تدريبية لاستيعابهم، ونتمنى من خلال برامجنا التدريبية أن نوفر فرص عمل للسعوديين كطياريين وليس الاستعانة بطيارين من خارج البلد. المواطنة ستعمل مضيفة على متن الرحلات الجوية أم لا؟ في الوقت الحالي لا يوجد أي برنامج لهذا الموضوع.