في معلومات جديدة كشف عنها مدير إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبد الرحمن الهدلق، لجأ تنظيم القاعدة إلى "مغاسل الموتى" بهدف التجنيد، وذلك بعد أن ضيقت السلطات الأمنية الخناق عليه في أماكن تجمعات الشباب. ووفقا لتصريحات أدلى بها الهدلق ل "الوطن" أمس، كان التنظيم يستهدف في عمليات تجنيده التجمعات العامة لترصد شبان يحملون مواصفات معينة، غير أنه لجأ إلى طرق بديلة مثل مغاسل الأموات بعد أن وجد نفسه عاجزا عن التجنيد كما كان في السابق، معتبرا أن مؤلفات التنظيم على الإنترنت تتفوق على رصيد المكتبات الكبرى. إلى ذلك، كشفت المعلومات عن أن المرجعية العلمية ل"القاعدة" وأحد منظري التطرف الذين يخضعون للمحاكمة في الرياض لا يتجاوز مؤهله العلمي "المتوسطة".
------------------------------------------------------------------------ أكد مدير إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق، أن تنظيم القاعدة استغل مغاسل الموتى لعمليات تجنيد الشباب مستغلا بذلك الحالة العاطفية التي يمر بها ذوو المتوفين. وقال الهدلق: إن القاعدة لجأت في السنوات الأخيرة إلى استغلال أماكن التجمعات ورصد شبان ذوي مواصفات معينة بين الأفراد في تلك التجمعات للتجنيد من خلال آلية معينة في التواصل مع هؤلاء وإيجاد نوع من الصداقات ثم التجنيد فيما بعد، غير أن لجوء عناصر التنظيم إلى مغاسل الموتى جاء بعد تضييق الخناق عليهم من قبل الأجهزة الأمنية التي قضت على كافة قيادات التنظيم بالداخل سواء أكان ذلك بالتصفية الجسدية أو بإلقاء القبض عليهم. وشدد الهدلق في تصريحات إلى "الوطن"، على موقف المملكة الثابت والواضح الرافض للتفاوض مع القاعدة أو مقايضتها بأي نوع من المطالب، وذلك على خلفية اختطاف التنظيم لنائب القنصل السعودي باليمن عبدالله الخالدي. وأكد على وجود عناصر نسائية تتعاون مع وزارة الداخلية في مناصحة نساء القاعدة، وقال "بحكم أنه مؤخراً بدأت القاعدة تستغل النساء فبالتالي كان لزاما على الوزارة أن توجد برامج معينة لمواجهة هذا النشاط الذي تمارسه القاعدة في هذا الجانب، وهناك لدى الوزارة من المتعاونات ممن يحملن درجات جامعية، يمتلكن العلم الشرعي ويقمن بمناشط مهمة منها زيارة بعض الأسر ومناصحة النساء المنضمات للفئة الضالة". وحول الانتقادات التي وجهت إلى الإدارة العامة للأمن الفكري بأنها لا تبتكر أساليب حديثة لمواجهة الفكر الضال، قال الدكتور الهدلق "مهما حاولت الإدارة المتابعة لرصد جهود هذه الفئات الضالة ستكون متغيرة، ولا بد من مواكبتها، وننسق مع بعض الوزارات في الوقت الراهن ونحاول أن نبتكر أساليب جديدة في هذا الجانب، وأن تلك الجهات حققت الكثير من النجاحات لما نلمسه من انحسار لهذا الفكر". وأرجع مدير إدارة الأمن الفكري مطالبته سابقاً بضرورة ضبط الابتعاث خشية تعرض المبتعثين لآثار سلبية خارجية، إلى قراءته بالتاريخ المعاصر والأحزاب السياسية، حيث إن السعوديين تأثروا في بداية الابتعاث منذ وقت مضى ببعض الأفكار المنحرفة، وهو ما دعاه للخوف من تأثر السعوديين في الوقت الحالي ببعض الأفكار، إلا أن الهدلق قال "في الوقت الراهن أستطيع أن أقول إن المبتعثين لم يتأثروا بأي أفكار خارجية". وكشف الهدلق عن انخفاض مستوى التجنيد لدى تنظيم القاعدة، مرجعاً ذلك إلى وعي المجتمع وإدراكه بالفكر الضال وخطورته على وطنه وعلى المسلمين، الأمر الذي جعل القاعدة تفقد التعاطف وبالتالي لا تستطيع أن تقوم بتجنيد المزيد. وأفصح أن الإرهابيات يخضعن لبرامج مناصحة إبان اعتقالهن على أن يخرجن بعد تبيان صفاء عقولهن من الأفكار المنحرفة، مشيراً إلى أن التطرف النسائي ليس "ظاهرة" وأن تأثرهن بالفكر الضال محدود جداً، وما دليل على ذلك إلا قلة عدد المعتقلات. وأبان أن هناك محادثات جارية مع عدة قطاعات عسكرية ومدنية لإنشاء إدارات مختصة ب"الأمن الفكري"، دون اشتراط حمل تلك الإدارات لمسمى الأمن الفكري، مؤكداً أن هناك قطاعات حكومية لديها مناشط توعوية مشابهة لمناشط إدارة الأمن الفكري إلا أنها لا تحمل ذلك المسمى. وأقر الهدلق بأن إدارته لا تزال "متواضعة" وأنها لا تستطيع أن تقوم بدور حماية الفكر وحدها على مستوى المملكة، كاشفاً قرب انتهاء جهات حكومية من إنشاء مواقع على الشبكة العنكبوتية لمواجهة الفكر الضال على الإنترنت. وبين الهدلق أن المملكة كشفت توجه أصحاب الفكر الضال لبث سمومهم بالكتب المؤلفة عبر فضاء الإنترنت بعد تضييق الخناق عليهم ورقياً، وأن ما وجد في الإنترنت من مؤلفات ضالة تعادل ب"مئات الجيجابايت"، منها كتب ترجمة لعدة لغات، وقال "ما وجد في الإنترنت يعادل رصيد مكتبات كبرى". وأشار إلى أن وزارته على تنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام باتخاذ الإجراءات اللازمة حال وجود أي مؤلفات ذات خطورة على المجتمع، نافياً وجود إحصائيات دقيقة عن عدد الكتب الضالة المقبوض عليها.