"أن تصبح حراً كشخص فليس هو المسألة، المهم حقاً هو أن تعرف ماذا تفعل بهذه الحرية بعد امتلاكها" .. مقولة للفنان الإسباني ألبرت كوما تتصدر معرضه "حريتي كشخص"، وهو الأول له في العالم العربي والشرق الأوسط، وتتمحور لوحاته حول الإنسان وحريته وقدرته على التأثير في مصائره، وتثير أسئلة وجودية تتعلق بعلاقته بالكون والحياة. يقول في مقدمة بروشور معرضه الذي يستضيفه مركز رؤى32 للفنون، في العاصمة الأردنية، اعتباراً من التاسع من "يونيو": "أنا أغمض عيني كي أرى النجوم، أنا أزحف على أرضية الغرفة لأقبض على النجوم. أنا أنام من أجل أن أغمر نفسي بالنجوم، إن الأمر بكليته يتعلق بالنجوم، بالفراغ، وبالأصح إنه يتعلق بالعُرِي!" يضم المعرض 32 عملاً تتراوح في أحجامها ما بين المتوسطة (48x48 سم) والكبيرة (200x200 سم)، وهي منفذة بمواد مختلفة مثل ألوان الأكرليك وقلم الرصاص وأصابع الفحم الطبيعي على القماش. ولفتت أعمال ألبرت كوما، الذي سبق لمركز رؤى32 أن عرض عددا منها في تظاهرات جماعية سابقة، بسبب اعتمادها على قوة تخطيط الفنان ورشاقته في التعامل مع الأجسام البشرية، والتي يرسمها بمواد متقشفة للغاية مثل قلم الرصاص أو الفحم على فضاء لوحته، أو باللون الأبيض على قماش التول الأبيض، الأمر الذي يحيل إلى قوته وبراعته في التخطيط الحر وتكوين لوحته بأقل وأبسط المواد مثل قلم الرصاص وأصابع الفحم. ألبرت كوما من مواليد برشلونة، إسبانيا، عام 1970 ، درس الفنون الجميلة ما بين عامي 1984 و 2007، قبل أن يحصل على منحة دراسية من جامعة مدينة لييد، عمل مديرا فنياً لإنتاج فيلم سينمائي قصير تحت عنوان"Changeling" والذي عرض في مهرجان سينمائي في لندن، ويعني رهاب الطفل من أن يكون قد تم استبداله يوم ولادته بالخطأ مع طفل آخر! وهذا يحيلنا إلى واقع انشغال الفنان ألبرت كوما بالتعبير عن نفسه بأدوات فنية متعددة، مثل فنون التجهيز والأداء والتصوير الفوتوجرافي، إضافة إلى الرسم والتخطيط الحر بالقلم والنحت. ولألبرت كوما عدة معارض شخصية لأعماله، إضافة إلى مشاركات في معارض وتظاهرات جماعية، نال من خلالها عدة جوائز على أعمال تتوزع ما بين التصوير الفوتوجرافي والرسم التخطيطي والنحت، وله أعمال مقتناة من أفراد ومؤسسات ثقافية مهمة في إسبانيا والعالم، آخرها من قبل مؤسسة فيللا كازا. وتحتوي لوحات ألبرت كوما المرسومة وتخطيطاته عادة على حشد من الأجساد البشرية المتداخلة، والمرسومة بحرية وعفوية ومتانة، مما يضفي عليها جاذبية ضمنية وسحرا خاصا، فلا تملك العين سوى ملاحقة خطوط لوحاته والتمتع بقوة تكويناتها، وتحث المتفرج على البحث في أبعادها ومغزاها أو المعاني المضمرة وراءها.