علي الطلاق لن تغادر حتى تتناول العشاء، هكذا أصرّ أو (هايط) عريس في ليلة زفافه على صديقه في أن يبقى، فما كان من الآخر، وهو زوج لثلاث نساء إلا وقال علي الطلاق أنني سأغادر، هنا تورّط العريس فاليوم هو يوم زفافه، ولن يُعقل أن يطلق العروس في أول يوم من زواجهما، الذي لم يبدأ بعد، فلم يلبث لحظات إلا وقرر إبقاء صاحبه بالقوة، فأخرج سكينا وأجلس صاحبه بالقوة فبقي، لكن الآخر طلق زوجاته الثلاث بحسب ما أفتى له الشيخ وحدثت بينه وبين صديقه قطيعة حتى يومنا هذا. وآخر أنجبت له زوجته طفلتهما الأولى بعملية قيصرية وأرادت أن تأتي بعاملة منزلية لمساعدتها بشؤون المنزل من قبل والدتها، فما كان منه إلا وقال علي الطلاق منك إن دخلت العاملة المنزل، متهما إياها بالدلع، وعدم تحمل المسؤولية فاضطرت الزوجة الخانع لرغبة زوجها أن تفعل ما قال وكتمت الأمر حتى عن والدتها، وتحجّجت بأنها هي التي لاتريد دخول العاملة لمنزلها، خوفا من وقوع الطلاق، وخوفا من حدوث خلاف بين والدتها وزوجها. هاتان القصتان نموذج لعشرات القصص التي تحدث يوميا في بعض الأسر للأسف، ف»علي الطلاق» الجملة التي قد تهدم بيتا وتشتت أسرا، كانت ولا زالت للأسف تجري على ألسنة البعض للحلف على كبار الأمور وصغارها أو كنوع من التهديد. الطلاق المعلق بالشرط أشار مؤسس كلية الشريعة في أبها الشيخ الدكتور عبدالله المصلح أن من يستخدم هذا الأسلوب واحدا من رجلين إما رجل جاهل أو رجل يستخدم سلاح الطلاق لتخويف امرأته، وهو أجبن خلق الله، وعن الحكم الشرعي في ذلك أكد إذا قصد عند نطقه بالكلمة مثلا إلزام الضيف بالضيافة أو تخويف الضيف يعني نيته حلف، وكان صادقا في نيته فهذا يمين طلاق كفارته إطعام عشرة مساكين، وإذا قال لزوجته إن خرجتي من الباب فأنت طالق فإن ذلك يسمى «الطلاق المعلق بالشرط» فنقول ماذا تقصد بكلمة فإن خرجت من الباب، هل قصدك الطلاق أم قصدك المنع لها، إذا حلف أنه قصد المنع فكفارة ذلك يمين بإطعام عشرة مساكين، أما إن كان يقصد الطلاق فإنه إن خرجت فقد طلُقت. أسوة بجهل السابقين قال المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي كلمة "علي الطلاق" ليس لها علاقة لا بالدين ولا بالخلق ولا بالمروءة، وتساوي معنى جدا مهين للمرأة وعدم فهم الرجل لقيمة هذا الخط الشرعي في استخدامه لهذه الكلمة، والتي تقع بمجرد النطق، وللأسف في زمننا الحالي يوجد شباب يقتدي بجهل السابقين في استخدامهم لهذه الكلمة، من خلال وضع هذه الكلمة كالكارت الأخير في تنفيذ الأمر، ومن الناحية النفسية يدل ذلك على الضعف الشديد، وعدم وجود فهم لمفهوم النقاش، وإقحام الكلمة في أمور حياتية كالسفر والخروج ونحوه. تهديد للأمان الزوجي من جهته أشار استشاري الزواج والأسرة خالد سندي إلى أن الكلمة سيئة لا يتم استخدامها إلا في حالة التهديد، وفي ذلك تهديد أمان الحياة الزوجية، وحتى الذين يستخدمونها كعادة اعتادوها وليس من قبيل التهديد فهي عادة مذمومة يجب أن تتوقف، ويرى أنها قلّت في الأجيال الجديدة مقارنة بمن سبقوهم، وحتى لو كانت نية الزوج تقويم زوجته بهذه الكلمة فإنها وسيلة سيئة جدا، مؤكدا أن اللفظ يكثر في المنطقة الغربية عن منطقة الجنوب أو المنطقة الوسطى، وبشكل عام التهديد بالطلاق موجود في المملكة وخارجها. قوانين الطلاق أكد المحامي محمد الزاحم أن نظام المرافعات الشرعية لم يتحدث أو يتطرّق لأنظمة تخص الطلاق بل اكتفى بما ورد في الكتاب والسنة، لأن الأوضاع تختلف فمن الصعب أن نضع قانونا للألفاظ أو المشاكل، مشيرا إلى أن جملة علي الطلاق لم ترد عليه من ضمن ما ورد عليه لكن مرت ألفاظ مشابهة، مثلا سب باستمرار والشتم المتكرر، الذي يصل لمرحلة الأذى لدرجة أنها هي من تطلب الطلاق، ولا يوجد امرأة تسعى للانفصال بسبب كلمة علي الطلاق، وأوضح الزاحم أن المرأة أكثر طلبا للطلاق أثناء الخلافات كقولها مثلا اعطيني ورقتي. الأغلب يرفض بين عدد من السيدات تذمرهن من الأزواج الذين تصدر منهم هذه الكلمة بكافة الأوقات، وعلى أسباب لا تستحق، مما يدل على طيش البعض والبعض من الزوجات يعرفن ذلك بقيام أزواجهن بالحلف بطلاق، ويتقبلن ذلك لكونه عادة لدى بعض القبائل.