واصل المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري لليوم الثاني على التوالي، محاضراته في الملتقى العلمي الثالث للخطباء والدعاة، الذي تنظمه حاليا وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحرينية ممثلةً بإدارة الأوقاف السنية، تحت عنوان: «الدور الاجتماعي للخطيب والداعية»، في مركز عيسى الثقافي بالعاصمة البحرينية المنامة. وأكد الشثري في محاضرته الأولى بعنوان: «دور الخطباء والدعاة في تعزيز العلاقة الزوجية في المجتمع» أن من مقومات الحياة الزوجية: حسن الخلق الذي أكدته الشريعة في مواردها، لاسيما في هذا الباب، قال عليه الصلاة والسلام: «إن خياركم أحاسنكم أخلاقا»، وقال: «خيركم خيركم لأهله»، كما أن قيام المرأة بحق زوجها سبب لدخولها الجنة، كما جاء في النصوص. وأوضح أن من صور ونماذج حسن الخلق: تبسم الإنسان في وجه أهله، والصبر على ما قد يصدر منهم مما لا يلائمه ولا يعجبه، والعفو عن زلاتهم وأخطائهم، إلى غير ذلك من الأخلاق التي جاءت بها الشريعة الغراء، مشددا على ضرورة الابتعاد عن كل ما ينغص الحياة الزوجية، وخصوصا ما يتعلق بحفظ اللسان؛ إذ أكثر مشاكل الناس ناتجة عن عدم حفظ اللسان، قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)، وقال: (وقولوا للناس حسنا)، وقال عليه الصلاة والسلام: «الكلمة الطيبة صدقة». وواصل يقول: يلزم البعد عن الإصرار على الرأي الخطأ، ومجانبة العناد، وضرورة قبول الحق، مشيرًا إلى أن الشريعة نهت عن سوء التعامل بين الزوجين، وأمرت أن يكون كل واحد منهما محسنًا إلى الآخر، وأن المرأة إذا نشزت بمعنى عدم قيام المرأة بحق زوجها الواجب عليها، يلزم زوجها أول كل شيء أن يعظها وينصحها قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) والوعظ يشتمل على التذكير بالعواقب، والتخويف من الله سبحانه وتعالى، ثم ينتقل إلى ما بعد ذلك مما ذكر في الآية الكريمة إن لم يفد النصح والوعظ. ونوه الشيخ الشثري في محاضرته الثانية بعنوان: «دور الخطباء والدعاة في ترشيد الطلاق وبيان آثاره» بأن الله تعالى امتن على هذه الأمة بأن شرع الطلاق وجعله حلاً حين تستحيل الحياة بين الزوجين، ولم يجعل الطلاق غير موجود كما في بعض الأمم، ولم يجعله متعددا كما كان عليه أهل الجاهلية، ومن ثم يعلقون المرأة، فجعل الله تعالى الطلاق ثلاثا. وحذر من بعض الممارسات الخاطئة المتعلقة بلفظ الطلاق، ومنها استعمال لفظ الطلاق حلفا ويمينا؛ لأن الحلف بغير الله تعالى من الممنوعات الشرعية، وكذا استعمال لفظ الطلاق في ما يتعلق بجعله يمينا لتأكيد الكلام أو للحث والمنع حتى مع الزوجة، ومن ذلك أيضا تعليق الطلاق على أفعال الزوجة، وجعل الأمر إليها ومتعلقا بفعلها، كأن يقول: إن فعلت كذا فأنت طالق، والمقصود أن تعليق أمور الحث والمنع على الطلاق ليس أمرا متوافقا مع الشريعة وفي النهاية يجعل الأمر بيد الزوجة. ولفت إلى عدم التسلط على المرأة وطلب الطاعة للزوج بالإكراه والإجبار والعنف، بل المطلوب هو أن تطيع المرأة زوجها لا خوفا من الفراق ولا عن تسلط، بل عن قناعة لتحتسب الأجر عند الله تعالى في طاعة زوجها، وليكون همها إرضاء الله والخوف منه ومن عقابه سبحانه وتعالى. يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتوجيهات من الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ تشرف على تنفيذ مشاركات أئمة وخطباء الحرمين الشريفين وأعضاء هيئة كبار العلماء، كما توفد الوزارة فريقا إعلاميا متكاملا لتغطية أحداثها وفعالياتها ومناشطها المتنوعة، في مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.