بارك أمير منطقة عسير، الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، موافقة أهالي قرية «آل خلف» وقرية «درامة»، على إعادة تأهيل قراهم التراثية، في يوم وُصف بأنه يوم خيرٍ، تم التوسط فيه بين قبيلتي آل خلف، وآل درامة من قبائل بني بشر. واستقبل الأمير تركي بن طلال، أهالي قرية درامة الذين بدورهم بادروا بالترحيب في إعادة تأهيل قريتهم، فيما التقى أيضا أهالي قرية آل خلف، لحلّ بعض الخلافات التي أدت إلى قطيعة طويلة، ومناقشة معارضتهم تطوير قريتهم التراثية. وأكد أمير المنطقة، أن زيارته جاءت بأمر من القيادة الحكيمة، لتحقيق كل ما من شأنه إسعاد المواطنين، وبيان منهج الدولة السعودية خلال تشبيهها بسحائب الغيث والرحمة، التي لا تميز في خيرها بين أرض وأرض، وإيضاح فكرة الرؤية الوطنية المباركة من خلال تبسيطها، انطلاقا من أن قوة أي فكرة تكمن في بساطتها لا تعقيدها، والتأكيد على أن رفض التنمية والوقوف ضدها لا يبدر إلا من أحد شخصين: الأول شخص لا يعلم، وهذا واجب الدولة الحوار معه وتنويره، والثاني شخص لا يريد أن يعلم، وهذا لن ينتظره القطار، وسيُترك في مكانه، أما قطار التنمية فسيسير بثبات وقوة، إلى جانب استحضار التاريخ المشرق لقبائل بني بشر عامة، وقبيلتي آل خلف ودرامة خاصة، وانتصاراتهم العظيمة في رد الاستعمار التركي لمنطقتهم، إبان حملات التتريك التي نشطت في فترة ضعف الخلافة العثمانية، وضرب المثل في التراجع عن الرفض بعد بيان الحق واتضاح الرؤية، بقرى العكاس وقرى آل ينفع في عسير، الذين كانوا مجمعين على رفض تطوير قراهم التراثية، وبيان حدود القرار بين الأهالي والدولة في أي منطقة يستهدفها قطار التنمية، وأن القرار بالنسبة للأملاك الخاصة محفوظ ويعود للأهالي، وأن الدولة تتلقى الأوامر منهم فيما يخصها، في حين يبقى القرار في تنمية الأملاك العامة بيد الدولة، التي لن يقف في طريقها أحد كائنا من كان. بعد ذلك، عرض أمير عسير أمام الحضور خريطة للتنمية في منطقة عسير، ضمن خطة الدولة الشاملة لمهد السبل أمام قطار التنمية في جميع مناطق المملكة دون تفريق، داعيا إلى العمل على عدم حرمان قرى آل خلف ودرامة من خيرات هذا القطار السائر بقوة وثبات، ثم أعلن عن حوار مفتوح بين الحاضرين، يديره أمين منطقة عسير الدكتور وليد الحميدي، لمناقشة كل سؤال أو استفسار أو طلب أو اقتراح أو رأي أو مشورة. وبعد حوار استمر عدة ساعات، توّج أمير منطقة عسير نتائج هذا الحوار بإعلان إنهاء الخلاف واندحار القطيعة، وفتح صفحة جديدة مملوءة بالصلة والحب والتصافي، وتكوين فريق عمل مكون من 5 من كل قرية، لتدوين الاتفاق على تفصيلات تطوير القريتين التراثيتين، وتحرير رؤية مشتركة لخطط تنميتهما مع فريق عمل تطوير القرى التراثية بعسير.