بارك أمير منطقة عسير، الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، موافقة أهالي قرية آل خلف وقرية درامة على إعادة تأهيل قراهم التراثية، في يوم وصفه بأنه يوم خير أخزى الله فيه إبليس اللعين وشياطين الإنس والجن، وفي موقع متوسط بين قبيلتي آل خلف وآل درامة من قبائل بني بشر. واستقبل أمير عسير أهالي قرية درامة الذين بدورهم بادروا بالترحيب في إعادة تأهيل قريتهم، في الوقت نفسه الذي التقى أهالي قرية آل خلف، من أجل حل بعض الخلافات التي أدت إلى قطيعة طويلة، ومناقشة معارضتهم لتطوير قريتهم التراثية، حيث استهل اللقاء بكلمة ضافية ضمنهما مجموعة من النقاط الهامة. وأكد الأمير تركي خلال كلمته أن زيارته بأمر من القيادة الحكيمة؛ لتحقيق كل ما من شأنه إسعادهم، مشيراً إلى أن منهج الدولة السعودية ك"سحائب الغيث والرحمة" التي لا تميز في خيرها بين أرض وأرض، ولا يقف شيء في طريق انهمارها بالحياة والازدهار والتقدم، من خلال طموحها الذي لا حدود له إلا عنان السماء. وأوضح أن فكرة الرؤية الوطنية تنطلق من أن قوة أي فكرة تكمن في بساطتها لا تعقيدها؛ حيث أبان أن الرؤية الوطنية قطار وجهته التقدم غير المحدود، ووقوده التلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب السعودي العظيم، ويسير على قضيبين أيمنهما الدين وأيسرهما عادات وتقاليد وتاريخ الشعب السعودي العريق. وقال أمير عسير إن "رفض التنمية والوقوف ضدها لا يبدر إلا من أحد شخصين، الأول شخص لا يعلم، وهذا واجب الدولة الحوار معه وتنويره، والثاني شخص لا يريد أن يعلم، وهذا لن ينتظره القطار، وسيترك في مكانه، أما قطار التنمية فسيسير بثبات وقوة". واستحضر الأمير تركي في كلمته التاريخ المشرق لقبائل بني بشر عامة وقبيلتي آل خلف ودرامة خاصة، وانتصاراتهم العظيمة في رد الاستعمار التركي لمنطقتهم، إبان حملات "التتريك" التي نشطت في فترة ضعف الخلافة العثمانية، وسيطرة اتجاه التتريك العنصري على توجهها وقراراتها. واستذكر أمير عسير التراجع عن الرفض بعد بيان الحق واتضاح الرؤية، بقرى العكاس وقرى آل ينفع في عسير الذين كانوا مجمعين على رفض تطوير قراهم التراثية، فلما تبينت لهم أهداف الدولة النبيلة ونواياها الطاهرة أجمعوا على تأسيس أول جمعية تعاونية تراثية أهلية، وتبرعوا لها بنحو مليون ريال، ومجموعة من الأراضي، فكانوا أنموذجاً للوعي الوطني الحضاري المستنير. وأوضح أن حدود القرار بين الأهالي والدولة في أي منطقة يستهدفها قطار التنمية، وأن القرار بالنسبة للأملاك الخاصة محفوظ ويعود للأهالي وأن الدولة تتلقى الأوامر منهم فيما يخصها، في حين يبقى القرار في تنمية الأملاك العامة بيد الدولة التي لن يقف في طريقها أحد كائناً من كان. وعرض الأمير أمام الحضور خريطة للتنمية في منطقة عسير ضمن خطة الدولة الشاملة؛ لتمهيد السبل أمام قطار التنمية في جميع مناطق المملكة دون تفريق، داعياً إلى العمل على عدم حرمان قرى آل خلف ودرامة من خيرات هذا القطار السائر بقوة وثبات، ثم أعلن عن حوار مفتوح بين الحاضرين يديره أمين منطقة عسير، وليد الحميدي، لمناقشة كل سؤال أو استفسار أو طلب أو اقتراح أو رأي أو مشورة. وبعد حوار استمر لعدة ساعات توج أمير منطقة عسير نتائج هذا الحوار بإعلان إنهاء الخلاف واندحار القطيعة وفتح صفحة جديدة مملوءة بالصلة والحب والتصافي، وتكوين فريق عمل مكون من خمسة من كل قرية؛ لتدوين الاتفاق على تفصيلات تطوير القريتين التراثيتين وتحرير رؤية مشتركة لخطط تنميتهما مع فريق عمل تطوير القرى التراثية بعسير.