"سيرك الطيور" أو "كرنفال الطيور" الأسبوعي، حيث كل الطرق تؤدي إلى ضاحية "الخمرة" بجنوب جدة، هنا الأجواء مختلفة تماما فإذا لم يكن من اهتمامك الدخول إلى عالم الطيور، فلا داعي لوجودك بين عالم "خمرة الطيور". صيحات هنا وصيحات هناك تشكل سيمفونية امتزجت فيها تلك الصيحات للباحثين عن الطيور النادرة وبالأخص طائر الببغاء، هوس العاشقين عن تلك الطيور دفعهم للتواجد بشكل كبير نهاية كل أسبوع لتسجيل بصمتهم للبحث عن غرائب الطيور الأفريقية والأسترالية، لذا لا تستعجب حينما تسمع بين أجواء ذلك الضجيج عبارات: "العشق والرومانسية مع الطيور". ومن يدخل السوق للمرة الأولى يشعر بالغرابة من العروض التي يقدمها الباعة الذين يعتمدون على الطيور الأليفة ذات الأشكال الجذابة، وتتم عمليات الإقناع للمشترين باتباع أساليب عروض السيرك العالمي، التي تجذبهم على الفور، ويشاهدون ذلك دون أن يدفعوا ريالا واحدا على مشاهدة عروض الطيور. الجمعة "يوم مشهود" للباعة، وهو الحراج الكبير بالنسبة لهم، لإقبال المجتمع المحلي، حيث يتحول السوق إلى "مزار عائلي" للآباء والأبناء على حد سواء. لكن ما يعكر تلك الأجواء وفقا لأحاديث أجرتها "الوطن" غياب التنظيم وتكدس المنطقة بأعداد كبيرة من المقبلين على شراء تلك الطيور، وافتقاد ذلك السيرك المحلي لسوق ينظم عمليات البيع والشراء، حيث يأتي الباعة في سياراتهم الخاصة لعرض ما لديهم من الطيور في مساحات الأراضي الفارغة، مما سبب إرباكا في المنطقة، وطالب البعض من الباعة استثمار هذه المنطقة بتنظيم سوق خاص لهم على غرار الأسواق المشابهة لبيع الطيور. كما رصدت "الوطن" تذمر عدد من الباعة القابعين تحت أشعة الشمس الحارقة دون وجود مظلات تحميهم من حرارة الصيف، وافتقار أركان سوقهم للخدمات المساندة كالحمامات والمصليات، رغم أن السوق بدأ تحديدا قبل أربع سنوات، وهو على مشارف السنة الخامسة. شيخ طائفة الطيور خالد نعمت الله يقول: "إن السوق يحتاج للاهتمام من الجهات المعنية خاصة من قبل أمانة جدة، لتوفير المساعدات الهامة مثل مواقف للسيارات ووضع مظلات للباعة إلى جانب تخصيص دورات المياه والمصليات". وأضاف نعمت الله أن هناك أنواعا من الببغاء يعتبر محظورا دوليا ويمنع إدخالها للمملكة، إلا أن تلك الأنواع تباع في سوق الخمرة، بسبب الأسعار الخيالية، مما دفع بعض الهواة من الباعة إلى تفريخها وعرض في السوق مثل اليلو ناب "أصفر الرقبة"، و"دبل هد" وببغاء "المكاو". خالد القحطاني أحد أبرز الباعة في سوق طيور الخمرة، يؤكد في حديثه على غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة، خاصة في أسعار طيور الببغاء التي يصفها "بالمبالغ فيها"، وترتفع أسعارها إلى حدود "30 ألفا"، خاصة النوع الذي يطلقون عليه "الميجر ميتشل"، وهو نوع نادر يتميز بفصاحة اللسان وترديد الجمل التعبيرية بشكل واضح. في أحد جوانب السوق يقدم البائع سعيد عبدالمعطي عروضا لطيوره الأليفة، فيما يحمل بيده اليمنى ببغاء أفريقيا يعرف ب"ذي الذيل الأحمر"، لجذب حركة المشترين إليه، ويحرص عبدالمعطي على النوع النادر من الطيور باعتباره أحد هواة جمع تلك الطيور خاصة الببغاء، ويشير إلى أن تجارة "الطيور الأليفة" مربحة جداَ حيث يتجاوز دخله الشهري منها قرابة الأربعين ألف ريال، على حد قوله. مدير عام أسواق النفع العام الدكتور ناصر الجار الله أكد على وجود خطة وضعت للعمل على تغطية سوق حراج الخمرة الخاص في بيع الطيور عن طريق تغطية الساحات بالمظلات، وقال ل"الوطن": "نعمل على تغطية السوق بالكامل لراحة البائعين والمشترين". وأضاف أنه تم الانتهاء من مصليين إلى جانب العمل على إنشاء مصليين آخرين تغطي الاحتياجات لسوق الخمرة للطيور وسوق الجمال، بالإضافة إلى دورات المياه.