لأبناء الخليج العربي عدة قواسم مشتركة تجمعهم بين حين وآخر، على ساحل الخليج، أو في ملعب كرة قدم أو أمام عرض مسرحي، أو في معرض تشكيلي. الفنانون والأدباء الشباب في المنطقة لا يفوتون مثل هذه الفرص على الأغلب، فهي عدا أنها إضافة للتجربة الشخصية عن طريق الاحتكاك والخبرة والاطلاع على أعمال الآخرين، قادرة وبجدارة أن تذكرهم بهمومهم المشتركة في الخليج العربي، ليعبروا عنها بما يملكون من مواهب وأدوات. وغدا سيكون لفناني الكويت والسعودية، فرصة من ذات النوع. حيث سيفتتح برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، معرض الفن التشكيلي الكويتي المعاصر، مستمرا عشرة أيام في مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية في الرياض، ويشترك في المعرض اثنا عشر فنانا وفنانة هم "أحمد جوهر، أميرة اشكناني، خالد الشطي، سالم الخرجي، سعد البلوشي، سمر البدر، عبدالرسول سلمان، عبدالله العتيبي، مختار دكسن، مي السعد، مي النوري، هبة الكندري، بمعدل خمسة أعمال لكل فنان. وتأتي مشاركة الفنانة مي السعد في خمسة أعمال من مجموعة إيقاع اللون نبض الضوء، عبر الألوان الأكريلك والمواد المختلفة على قماش، الفنانة مي قالت إن المشهد التشكيلي السعودي بات يحتل مكانة مهمة في العالم وتجاوز معظم التجارب التشكيلية في المنطقة، وهناك أسماء لا يمكن لمهتم بالحركة التشكيلية المعاصرة في الشرق الأوسط أن يتجاهلها، منوهة أن الفنانة السعودية أيضا رأت فيهن الوجوه المفعمة بالحماس والفضول، والرغبة في الانطلاق، منوهة أنها شاركت في 2001 م، في معرض سابق في السعودية، وأن معظم الفنانات وصلن لمستوى عال من حيث التقنيات و الخبرة والمعرفة. التشكيلي عبدالله العتيبي، أوضح أن أعماله المشاركة في المعرض تتكلم عن الإنسان بشكل عام وبالسعادة ومزيج من المأساة والفرح والانبساط والحب أصبح الإنسان يعيش صراعا بين الواقع الذي يعيش فيه وطموحاته وتطلعاته لا يعتبر ذلك ضعفا إنما انتصار لواقعه، يعشق لون القهوة والألوان الترابية، مضيفا أنه في قمة السعادة لمشاركته الأولى في بلده الثاني السعودية، منوها بوجود الكثير من الفنانين السعودين الذين أثروا الساحة الخليجية التشكيلية بإبداعاتهم سواء في المعارض التي تقام في الكويت، أو في الخارج، وأن الفنان الخليجي يحتاج إلى التطلع والتبادل الفني والخبرات بينهم. التشكيلية سمر البدر أبدت سعادتها بأن تكون ضمن الفنانين الكويتيين المشاركين بمعرض ”الفن الكويتي المعاصر“، الذي تشارك فيه بخمس لوحات من مجموعة "عبث الحروف" وهي من أواخر أعمالها، وتتناول في هذه المجموعة الحرف العربي الحديث والنقش القديم "النمارا"، وهي في الحقيقة إنما تبحث في أعماق الذات وتحررها من قيود القوانين وحوار أو ربما هو جسر لمرحلة جديدة من مراحل حياتها الفنية، مستخدمة مواد مختلفة طبيعية ومصنعة من التراب وألوان البودرة والموزاييك وكل ما يمكن أن يساعدها في إخراج أعمالها بصورة ترضيها، متمنية أن يستمتع المشاهد السعودي بهذا المعرض، بعد مشاركتها في 2001 م بمعرض جماعي في الرياض وفي جدة في معرضين في .2010 التشكيلي خالد الشطي يشارك بأعمال أخذت الطابع التجريدي، من خلال التجربة اللونية، فيها خطوط من الشخوص، المبهمة، مستخدما الألوان الأكريلك على القماش. وقال الشطي: إن التجربة الكويتية حاليا تقدمت بعد فترة ركود السنوات السبع الماضية، ازدادت المعارض الفنية المحلية والدولية والمعارض الجماعية في أوروبا والخليج العربي بالإضافة إلى المشاركة في البيناليات الدولية التي لا بد من مواكبة الحركة الفنية العالمية. وعن التجربة السعودية ذكر الشطي أنها متطورة وهو ما يشاهده الجمهور الكويتي في المشاركة السعودية في الكويت من خلال المعارض الفنية هناك، واصفا أبناء الخليج ب"الإخوان" في رقي التعامل ورقي المشاركة الفنية، منوها أن آخر المعارض الخليجية كان محكمو المسابقة من السعودية وهو الدليل على علو المستوى السعودي. من جهته يرى وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان أن المعرض يأتي تتويجاً للعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين، وقال: إنها لفرصة طيبة أن يتعرف الجمهور السعودي الكريم عن كثب على الفن التشكيلي الكويتي وتجربته الفنية الثرية، ويتواصل الفنانون التشكيليون السعوديون مع نظرائهم الكويتيين للإطلاع على تجاربهم التشكيلية الفنية. وأضاف الحجيلان في تصريح له إلى وسائل الإعلام أن المعرض يحتوي على ستين عملا تشكيليا تتطرق إلى موضوعات مختلفة من البيئة الكويتية منفذة بأساليب تشكيلية معاصرة مع الجمع بين الأصالة والمعاصرة في الطرح نفذها نخبة من فناني الكويت أعضاء الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية. يذكر أن وفداً من الفنانين التشكيليين الكويتيين أعضاء الجمعية الكويتية يرافق المعرض لحضور حفل وفعاليات المعرض وتبادل الحوار والتجارب والخبرة الفنية مع إخوانهم الفنانين السعوديين. وسيفتح المعرض أبوابه يومياً ولمدة عشرة أيام من الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 12 ظهراً ومن الساعة 4 عصراً وحتى الساعة 10 مساء بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية ومقره معهد العاصمة النموذجي بالرياض.