بدا المصريون اليوم فخورين بتمكنهم أخيرا من الاقتراع بحرية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وان كان بعضهم يشعر بالقلق من احتمال نشوب صراعات عنيفة في الجولة الثانية نتيجة المواجهة بين مرشح إخواني وآخر من النظام السابق. أشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إلى أن النتائج الأولية تظهر تصدر مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي السباق الرئاسي بحصوله على مليون و800 ألف صوت يليه الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في النظام السابق، مع مليون و780 ألف صوت، أما المفاجأة فكانت احتلال المرشح الناصري القومي حمدين صباحي المركز الثالث مع مليون و640 ألف صوت. ويقول عبدالله رزق (25 عاما) لدى خروجه من المسجد بعد صلاة الجمعة "ليس لدي أي اعتراض على أحد طالما كانت الانتخابات نزيهة. لا شك في أن هناك مرشحين أفضل من غيرهم لكنني سأقبل بالفائز أيا كان". عبدالله أعطى صوته لصباحي. لكن المصريين سيتقبلون أي نتيجة تأتي بها الصناديق كما يؤكد. على مقربة منه يبدي حسن محمد يوسف المدرس في كلية الحقوق جامعة القاهرة الذي يؤيد الإخوان المسلمين سعادته بتصدر مرسي لكنه غير راض عن أن يكون منافسه في الجولة الثانية أحمد شفيق الذي يجسد في نظره النظام السابق. ويقول حسن آسفا "المشكلة هي أن شفيق لديه الكثير من الأصوات وهذا يظهر أن الشعب المصري مازالت لديه مشكلة في الاختيار". واضاف حسن المؤيد لجماعة الإخوان "الخيار أصبح واضحا الآن، إما أن نعود إلى عهد السرقة والفساد والجهل أو نفتح الطريق إلى الكرامة والحرية والعدالة". وفي ميدان التحرير، رمز الثورة التي أطاحت بالنظام البائد، كانت حركة المرور اليوم انسيابية إلى حد كبير ولا يعترضها قليلا سوى بضعة متظاهرين معارضين لشفيق. ويرى البعض أن وجود شفيق في الجولة الثانية دليل على حدوث شراء للأصوات فيما يندد آخرون بدعم خفي من الجيش لهذا العسكري السابق الذي كان قائدا للقوات الجوية. إلا أن بيتر عادل وهو محاسب قبطي في الثالثة والثلاثين لا يخفي تأييده لرئيس حكومة مبارك الأسبق معتبرا أنه أفضل شخص يمكن أن يمنع الإسلاميين من بسط سيطرتهم على جميع سلطات الدولة بعد أن هيمنوا بالفعل على البرلمان. ويقول عادل "أكره الإخوان المسلمين، إنهم يريدون تقسيمنا، ولم يفعلوا أي شيء لمصر. ما يريدونه هو دولة إسلامية لا مكان فيها للمسيحيين".