كثفت القوات السورية النظامية من قصفها على مدينة الرستن في حمص إحدى معاقل الثوار، فيما دان المجلس الوطني السوري خطف لبنانيين شيعة في حمص أول من أمس. وقال المجلس في بيان إن "المجلس الوطني يدين التعرض لأشقاء لبنانيين بالخطف أو الاعتداء أو الترهيب ويطالب بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط". وأضاف البيان أن "المجلس الوطني لا يستبعد تورط النظام السوري المخابراتي في هذه العملية لإثارة الاضطرابات في لبنان الشقيق الحاضن للنازحين والجرحى والمضطهدين من أبناء الشعب السوري". ودعا المجلس في بيانه "أبطالنا الشرفاء ضباط الجيش الحر وجنوده الذين انتفضوا بوجه عسف النظام وإجرامه إلى أن يبذلوا كل ما في وسعهم للعمل على تحرير الإخوة اللبنانيين المخطوفين بأسرع وقت". وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أعلنت أول من أمس خطف 13 لبنانيا شيعيا في حلب بينما كانوا في طريق عودتهم من زيارة لأماكن شيعية. ومن جهته أعلن قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد رفضه المطلق لعملية الخطف واصفا هذه القضية بأنها "خطيرة"، ومؤكدا تشكيل لجنة تحقيق من أجل البحث في هذا الموضوع. وقال "سيكون لنا دور في تحرير المخطوفين". وعما إذا كان الجيش السوري الحرّ يملك معلومات عن الجهة التي خطفت اللبنانيين، قال "حتى الآن الجهة غير واضحة بشكل دقيق، لكن ما نعرفه أن مجموعة من قطاع الطرق تتمركز على الحدود هي التي نفذت عملية الخطف وألصقتها بالجيش السوري الحر". وحول حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشأن موضوع المخطوفين، أجاب الأسعد "نطالب نصر الله بأن ينأى بنفسه عن الثورة السورية، ونحن على استعداد أن نضحي بدمنا من أجل تحرير إخواننا اللبنانيين، ولن نرضى بوقوع أي أذى ضد الشيعة والعلويين وضد أي طائفة وسيكون لنا دور في الكشف عن الجهة الخاطفة ونحن نعمل بشكل حثيث من أجل الإفراج عن اللبنانيين". وفي سياق متصل نقلت وسائل إعلام عن القائم بالأعمال الإيراني في دمشق عباس غولرو أن "جماعات معارضة مسلحة" خطفت ثلاثة سائقي شاحنات الاثنين الماضي في سورية. ميدانيا، واصلت قوات بشار الأسد قصف مدينة الرستن في حمص التي يتحصن فيها عدد كبير من المنشقين عن القوات النظامية ومن بينهم ضباط برتب رفيعة، بحسب ما أفاد ناشطون في المدينة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعة من القوات النظامية حاولت التسلل إلى داخل المدينة، مشيرا إلى أن وتيرة القصف تصل إلى قذيفة في الدقيقة. وتحاصر القوات النظامية هذه المدينة منذ أشهر وقد حاولت اقتحامها مرات عدة منذ سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص مطلع مارس الماضي. وووفقا للمرصد قتل مواطن في القصير في المحافظة نفسها برصاص قناص. وفي دمشق، أفاد المرصد السوري عن مقتل ثلاثة أشخاص بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة على طريق مطار دمشق الدولي، ولم يحدد المرصد ما إذا كانت الحافلة مدنية أو عسكرية. وسمعت أصوات انفجارات ليل أول من أمس في حرستا والقطيفة والمعضمية التي سقط فيها جرحى بنيران القوات النظامية، ودوما التي دارت فيها اشتباكات بين الجيش ومنشقين. وفي درعا قتل مواطن برصاص حاجز أمن في أنخل. وفي بلدة الشيخ مسكين اعتقلت القوات النظامية عددا من الشبان إثر حملة مداهمات. وفي حلب قتل مواطن في بلدة عندان برصاص القوات النظامية. وأسفرت أعمال العنف أول من أمس عن مقتل 26 شخصا من بينهم 14 مدنيا و12 جنديا.