كلنا في لحظات اليسر نقول الصحة نعمة، ولكن في لحظات العسر نؤمن أن الصحة أكبر النعم، لذلك احتلت المركز الثاني في الحديث الذي رواه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». خلال الأيام الماضية -وما زلت- أتردد على مركز القلب بالمدينةالمنورة، حيث يرقد ابن أختي «غسان» في قسم العناية المركزة، وقد ضعف قلبه، وأصبح لا يقدر على أداء وظائفه على الوجه المطلوب، وهو ابن ال14 من عمره، حبيب الكل ورفيق الجميع وراعي الفزعة، كما يشير إليه الجميع. اليوم، هو جثة هامدة، يعيش -بفضل الله ورحمته- ثم على الأجهزة الطبية التي وُجِدت لتكون عونا له على الحياة والشفاء، إن شاء الله. وللحق، فجميع من قابلتهم من الأطباء والكوادر التمريضية والإدارية، حريصون على تقديم الخدمة بالشكل الصحيح، في رضا وسعادة، وهذا ليس بمستغرب على من جعلهم الله بوابة للشفاء، وهم -بلا شك- يواجهون صنوف البشر بتعدد ثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية والتعليمية، خاصة أنهم في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث آلاف الزائرين يقصدون هذا المركز الطبي الذي أتمنى أن تسعى وزارة الصحة إلى استقلاله عن مبنى مستشفى الملك فهد، وزيادة سعته السريرية وطواقمه الطبية والإدارية، بحيث يكون مركزا رائدا في هذا المجال، كيف وهو يحمل أحب البقاع إلى الله «المدينة»، وتجلب الكوادر البشرية المؤهلة على أعلى طراز، وهذا ليس بكثير على دولتنا الغالية، التي سخّرت جميع إمكاناتها لخدمة مواطنيها وضيوف الحرمين الشريفين.