قال خطيب جامع النور الشيخ خالد المردوف في خطبتي الجمعة يوم أمس إن المطلع إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم لن يجد إلا ما يسره فالهدف المرتقب لجميع المجتمعات هو الحياة الآمنة فلا قيمة للأكل أو الشرب أو النوم بدون أمن حيث يقول الرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» فلا علم أو تعليم وسط أجواء محفوفة بالمخاوف فكل مجتمع يفتقد إلى الأمن فاقد لمعنى الحياة لا محالة فمن أجل الأمن جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة والحدود الرادعة تجاه كل مخل بالأمن، وقال يجب علينا أن لا يقتصر مفهوم الأمن على جانب الأمن الفردي وحده أو على معني واحد من معانيه فحسب كاقتصاره على جانب حماية المجتمع من الجرائم دون غيره أو يقتصر على مراكز الشرطة والدوريات الأمنية دون غيره فإن شمولية مفهوم الأمن تنطلق من عقيدة المجتمع وارتباطه الوثيق بربه والبعد عن الشرك وسبله كمال قال تعالى:»الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ» فالمجالات الأمنية كثيرة في المجتمعات كالأمن الغذائي والصحي والفكري والاقتصادي والإعلامي والثقافي والأدبي وغيرها فعلى الأمة أن لا تقع في مزالق الانحدار والتغريب تجاه أي معنى من معاني الأمن وأن لا تقترف خيانات أمنية في أي لون من ألوانه فجميع أوجه الأمن لا تختلف في حرمتها عن أمن ألأرواح والأموال فكما أن للبيوت والأموال لصوص فإن للعقول لصوصًا ومختلسين كما أن للأفئدة والقلوب أيضًا لصوصًا بل إن لصوص العقول والقلوب أشد خطراً . أما صحة البدن والكسب فما هي إلا مرحلة ثانية كيف يصح بدن الخائف وكيف يكتسب من لا يأمن على نفسه وبيته فلزامٌ علينا أن نقدر نعمة الأمن ونستحضرها نصب أعيننا بين الحين والآخر حتى لا نفقد استشعارها والإحساس بها.