صادق قادة الحلف الأطلسي أمس على خطط لتسليم القوات الأفغانية المسؤولية الأمنية في بلادهم في منتصف العام 2013، فيما ستحول القوات الأجنبية تركيزها تدريجيا من العمليات القتالية إلى عمليات الدعم والإسناد. وفي إعلان صدر عن قمة الحلف التي تعقد في شيكاجو، صادق قادة الحلف على خطط سحب القوات القتالية بنهاية العام 2014 وترك بعثة تقوم بمهام التدريب. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاؤه من حلف شمال الأطلسي ركزو أمس على الجوانب اللوجستية لإنهاء حرب أفغانستان بعدما تعهد الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بأن بلاده لن تبقى بعد الآن عبئا على المجموعة الدولية. وجدد حضور الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري القمة الآمال بأن تكون حكومته مستعدة لفتح طريق إمدادات الأطلسي في أفغانستان لكن المفاوضات حول هذه المسألة تعثرت حول مطلب باكستان تقاضي رسوم مرتفعة على عبور الحافلات الحدود. وانضم زرداري وقادة حوالى 30 دولة أخرى ومنظمة دولية إلى رؤساء دول وحكومات الأعضاء في الأطلسي ال28 أمس في اليوم الثاني من المحادثات في شيكاجو. ووقعت صدامات أول من أمس بين متظاهرين مناهضين للحرب والشرطة قرب مكان انعقاد القمة في شيكاجو. وأجرى أوباما محادثات مع قرضاي، بعد ثلاثة أسابيع على زيارته المفاجئة إلى كابول حيث أبرم الرئيسان اتفاقا أمنيا لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الدولية في أواخر 2014. وقال أوباما "نحن واثقون من أننا على الطريق الصحيح، ما تعكسه قمة الأطلسي هو أن العالم يقف وراء الاستراتيجية التي وضعناها". وأكد قرضاي أن بلاده لم تعد تريد أن تكون "عبئا" وحث المجموعة الدولية على إكمال عملية نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية. وقال إن "أفغانستان تتطلع لنهاية هذه الحرب ولعقد من التحولات ستعمل خلاله أفغانستان بشكل إضافي على بناء المؤسسات وتطوير الأداء الحكومي وحسن الإدارة في البلاد". وفي إشارة على نفاد الصبر المتزايد ضمن أعضاء الحلف، رفض الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند التراجع عن قراره سحب الجنود في 2012، أي سنة أبكر مما هو مرتقب. وقال "لقد أبلغت الجميع بأن هذا الأمر غير قابل للتفاوض لأنها مسالة تتعلق بالسيادة الفرنسية والجميع كان متفهما" مشيرا إلى أن فرنسا ستواصل تدريب القوات الافغانية بعد 2012. وفي هذا السياق حثت حركة طالبان الأفغانية في رسالة إلى المؤتمر ،الحلف على تسريع الرحيل من أفغانستان، واعتبرت أن الحرب الدائرة في أفغانستان والمنطقة ذريعة ومبرر لاحتلال بلادنا. وحثت قادة الحلف على الاقتداء بفرنسا في الانسحاب المبكر من البلاد، معتبرة أن قرار هولاند "يستند إلى الوقائع ويعكس رأي الشعب الفرنسي". وقال الأمين العام للأطلسي اندرس فوغ راسموسن "حين يتحمل الافغان المسؤولية الكاملة بحلول نهاية 2014 ستنتهي مهمتنا القتالية لكننا لن نتخلى" عن أفغانستان. وأعلن قادة الحلف بدء المرحلة الاولى من نشر الدرع الصاروخية التي تهدف إلى حماية اوروبا من هجمات صاروخية مصدرها الشرق الاوسط وخصوصا إيران. وهذا المشروع الطموح الذي يستند إلى تكنولوجيا اميركية يثير انتقاد روسيا التي ترى فيه تهديدا لامنها، الامر الذي ينفيه الحلف. كما تبنى الحلف 20 مشروع تعاون بين الدول الاعضاء تندرج في اطار مبادرة "الدفاع الذكي" ومن المفترض أن تؤدي إلى فاعلية اكبر وخفض النفقات.