أعلن محافظ ظهران الجنوب محمد بن فلاح القرقاح، أن ميزانية المشاريع الحكومية المخصصة للمحافظة تجاوزت خلال الخمسة أعوام الماضية مليار ومئتي مليون ريال، وهي الفترة التي تولى فيها الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز إمارة منطقة عسير، وشهدت قفزات نوعية من حيث الكم والكيف وفي مختلف المجالات التنموية. وعن أهم تلك المشاريع، قال القرقاح في لقاء خاص ب"الوطن"، إن قطاع الصحة في المحافظة نفذ مشاريع بأكثر من 241 مليون ريال، أهمها المستشفى الجديد بسعة 200 سرير بتكلفة إجمالية بلغت 160 مليون ريال، ومستشفى الحرجة بسعة 50 سريرا وتكلفته 27 مليون ريال، وإنشاء ستة مراكز صحية بمبلغ 20 مليون ريال، أما مشاريع البلدية فقد بلغت تكلفتها 378 مليون ريال، منها مشاريع لبلدية ظهران الجنوب بمبلغ 186 مليون ريال، ومشاريع لبلدية الحرجة بمبلغ 192 مليون ريال. وفيما يتعلق بمشاريع المياه بين القرقاح أنه صرف لها أكثر من 154 مليون ريال، والطرق أكثر من 90 مليون ريال، والتعليم 195 مليون ريال، والمشاريع الأمنية أكثر من مليون ريال، ومشروع لنادي العرين الرياضي ب 60 مليون ريال، وأضاف أن المحافظة سيبنى بها خلال الفترة القادمة ثلاثة مبان للشرطة في ظهران الجنوب والفيض والثويلة. وفي سؤال عن الأهمية الإستراتيجية لمحافظة ظهران الجنوب من حيث الأهمية التاريخية والموقع، قال القرقاح "تعتبر محافظة ظهران الجنوب من أهم محافظات منطقة عسير وتكتسب أهميتها من موقعها الإستراتيجي المميز والذي يعد أحد المفاصل الأساسية في تقسيمات الجزيرة العربية منذ العصور الموغلة في القدم، ابتداءً من ازدهار حضارة جنوب الجزيرة العربية قبل وبعد الميلاد، إذ كانت ظهران محوراََ إستراتيجياً مهماً من المحاور الأساسية لطرق التجارة البرية العالمية القديمة، ذلك أن مواردها الطبيعية وعيونها وخيراتها أهلتها لتكون إحدى المحطات الأساسية على طريق التجارة البرية العالمية القديمة قبل وبعد الميلاد. وموقع ظهران الجنوب الإستراتيجي كان أشبه ما يكون بالواحة والاستراحة التي ترتادها قوافل التجار والمسافرين للاستراحة والتزود بمياهها وخيراتها وتبادل السلع وعقد الصفقات. وهذه القوافل إما أن تكون قادمة من شمال الجزيرة العربية متجهة نحو الجنوب، محملة ببضائع حوض البحر المتوسط وأوروبا، وإما قوافل من جنوب الجزيرة العربية متجهة نحو الشام والعراق، محملة بالتوابل والعطور والبخور والذي كان الطلب عليه متزايداً من المعابد في أوروبا. وأضاف بقوله "وعلى جانبي الطريق في ظهران الجنوب نجد آثار النقوش والرسوم وصور الجمال والقوافل العابرة والكتابات السبئية والثمودية والتي تحكي فصلاً من تاريخ التجارة العالمية القديمة، إذ كانت قريش تسلك هذا الطريق بقوافلها في رحلة الشتاء إلى اليمن، بالإضافة إلى أن الجيوش العاتية المندفعة نحو الشمال اتخذته مساراً لها مثل أسعد تبع وأبرهة الأشرم في رحلته المشؤومة لهدم الكعبة، ولا يزال الطريق ماثلاَ للعيان حتى وقتنا الحاضر". وأكد القرقاح أن محافظة ظهران الجنوب حظيت باهتمام بالغ خلال العهد السعودي الزاهر وحققت تطورا وازدهارا في شتى المجالات، وأصبحت نقطة التقاء لشبكة من الطرق الممتدة من الشمال والجنوب والشرق والغرب، فمن الشمال تصب فيها الطرق الآتية من الحجاز ونجد وعسير، ومن الجنوب ترتبط مع اليمن الشقيق من خلال طريق منفذ علب الحدودي، ومن الشرق تصب فيها كل الطرق الآتية من منطقة نجران، ومن الغرب طريق ظهران الجنوب جازان. وأوضح القرقاح أن محافظة ظهران الجنوب كبيرة المساحة تخدم منطقة واسعة النطاق من القرى والهجر والبوادي والأرياف، تمتد من حدود إمارة منطقة نجران شرقاً إلى حدود إمارة منطقة جازان غرباً، ويرتبط بها ستة مراكز رئيسة هي: مركز الحرجة، ومركز الفيض، ومركز علب، ومركز الحمرة، ومركز الغايل، ومركز النعضاء، وهناك ثلاثة مراكز صدر قرار باعتمادها وستفتتح قريبا، وهي مراكز الحماد والحاجر والرفغة. وعن فعاليات الصيف والتنشيط السياحي وما وصلت إليه ظهران الجنوب في هذا الجانب، ذكر القرقاح أن ظهران الجنوب تعيش وتشهد نهضة إنمائية وحضارية في شتى المجالات، وتكتمل فيها المراكز والمرافق والإدارات الحكومية التي تقدم خدماتها المباشرة للمواطنين، والتي جعلت منها وجهة لكثير من الزوار والسياح الباحثين عن جمال الطبيعة والأجواء المعتدلة والهدوء. وقال "حبا الله ظهران الجنوب الطبيعة البكر وزاد جمالها حليتها الخضراء التي تلبستها مع هطول الأمطار والسيول التي شهدتها أخيرا حتى غدت تتباهى بجمالها بين مثيلاتها من محافظات منطقة عسير". وعن أهم المناطق السياحية بين القرقاح أن متنزهات القو والثويلة والعشة وعلب والحمرة والقو والفيض ووادي راحة سنحان، تعد من أهم المواقع التي يرتادها السياح، بالإضافة إلى عدد من الحدائق التي أنشأتها البلدية مثل حدائق الخيمة والحصن وآل المونس والرحيبين. وعن برامج وفعاليات صيف هذا العام ذكر القرقاح أنه جرى تشكيل عدة لجان لتفعيل أكثر من 20 فعالية ما بين ثقافية واجتماعية ورياضية تستمر لما يقارب الشهر.