كشفت نصوص أوغاريت الأثرية عن وجود وثائق كتابية هامة تتعلق بالحياة الفكرية والثقافية في أوغاريت وتتناول موضوعات تتعلق بمختلف جوانب الحياة السياسية والفلسفية والفنية والاقتصادية والحقوقية والعلمية ورصدت تلك النصوص التشابه بين اللغة قديما وحديثا في المفردات والمعاني وقواعد الصرف. وقال الباحث جمال حيدر مدير آثار اللاذقية إن حفريات رأس شمرا أدت إلى اكتشاف وثائق تبين بوضوح محاولات الكاتب الاوغاريتي في تعليم حروف الأبجدية إلى طلابه . وأشار إلى أن الكاتب الاوغاريتي كان يتبوأ مكانة مرموقة في المدينة والبلاط الملكي وهو يقوم بدور المعلم ويهتم بتعليم الكتابة كما انه ذو ثقافة عالية ينظم وثائق موسوعية ومعجمية تتضمن معلومات هامة في ميادين مختلفة. وأشارت المكتشفات الأثرية الكتابية إلى أن الكاتب الاوغاريتي كان يضيف إلى جانب توقيعه عبارة خادم نابو ونيسابا وهما إلها البحث والمعرفة ويبذل جهدا ليتعلم اللغات الأجنبية كي يعلمها إلى طلابه وكان ضالعا في علم الكتابات ويعود الفضل لأحد الكتبة أو لمجموعة منهم في ابتكار طريقة جديدة للكتابة. كما كان الكاتب الأوغاريتي يهتم قبل كل شيء بلغته الأم وهي اللغة التي تتكلمها الأغلبية القاطنة في المدينة وهي اللغة الكنعانية. وكشف حيدر عن أنه تم العثور على رقم فخارية صغيرة نقشت عليها أحرف الأبجدية الاوغاريتية بينت أن التسلسل الأبجدي واحد باستثناء فروق بسيطة بين ترتيب الأبجدية العربية والأبجدية اليونانية التي هي مصدر معظم أبجديات العالم وهذا التسلسل يظهر في كل الرقم الفخارية الصغيرة والمسماة الألف باء المكتشفة في أوغاريت وتدل على ان هذه الوثائق وضعت حتما لغاية التعليم. وأشار إلى أن اللغة الأوغاريتية قريبة من اللغة العربية من حيث التراكيب وقواعد الصرف والمفردات إذ يوجد فيها حوالي 1000 كلمة هي نفسها في اللغة العربية والأسماء المعروفة حتى الآن في الاوغاريتية هي 1276 كلمة وتشكل المفردات المطابقة للعربية أكثر من ثلثي مفردات الاوغاريتية وقد تبين أن بعض الكلمات الاوغاريتية لا توجد في اللغة العربية الفصحى بل في اللهجة العامية في اللاذقية