اكتشف منقبون في أحد الكشوف بأوغاريت في سوريا مؤخرا، وثائق كتابية هامة تتعلق بالحياة الفكرية والثقافية في أوغاريت. كما تؤكد النقوش على تلك اللقى التشابه بين اللغة قديماً وحديثاً في المفردات والمعاني وقواعد الصرف. وقال مدير آثار اللاذقية جمال حيدر: إن الكاتب الأوغاريتي كان يتبوأ مكانة مرموقة في المدينة والبلاط الملكي، وهو يقوم بدور المعلم، ويهتم بتعليم الكتابة. وكشف عن العثور على رقم فخارية صغيرة نقشت عليها أحرف الأبجدية الأوغاريتية بالتسلسل الأبجدي المعروف الآن، مع فروق بسيطة بين ترتيب الأبجدية العربية والأبجدية اليونانية التي هي مصدر معظم أبجديات العالم. وأشار إلى أن اللغة الأوغاريتية قريبة من اللغة العربية من حيث التراكيب وقواعد الصرف والمفردات، إذ يوجد فيها حوالي 1000 كلمة هي نفسها في اللغة العربية، والأسماء المعروفة حتى الآن في الأوغاريتية هي 1276 كلمة، وتشكل المفردات المطابقة للعربية أكثر من ثلثي مفردات الأوغاريتية، وقد تبين أن بعض الكلمات الأوغاريتية لا توجد في اللغة العربية الفصحى، بل في اللهجة العامية في اللاذقية. بدوره أوضح الباحث غسان القيم مدير موقع أوغاريت أن اللغة الأوغاريتية كانت تشبه كثيراً اللغة العربية من حيث التراكيب والصرف، وهذا التشابه واضح في أكثر من مجال، وهذا ما أكده العالم الإنجليزي جون هيلي بقوله إن سكان اللاذقية هم في مجال الثقافة واللغة ورثة الشعب الذي كان قاطنا في أوغاريت، فلا غرابة أن تكون بعض المفردات، وبعض أشكال قواعد الصرف قد بقيت في اللغة المحلية الدارجة، ولاشك أن هذا سهل دراسة النصوص الأوغاريتية. وأضاف أن الصمد "المحراث" الذي اخترعه الأوغاريتيون كان السبب في اكتشاف أوغاريت عندما اصطدم صمد فلاح من أهالي رأس شمرا عام 1928 بحجارة ضخمة من حجارة أوغاريت وفتح الباب واسعاً أمام التنقيبات الأثرية التي عرفت العالم إلى أوغاريت وحضارتها ولغتها وأبجديتها.