تروي الرقم الفخارية المكتشفة في أوغاريت أساطير يعود تاريخها إلى الألف الثاني قبل الميلاد تتحدث عن الآلهة الاوغاريتية ومجمع الأرباب والملاحم الدينية في تلك المملكة الكنعانية. وبين الباحث جمال حيدر مدير آثار اللاذقية أن نصوص أوغاريت تحدثت عن أساطير الألف الثاني قبل الميلاد والملاحم الدينية التي تشكلت في ذلك العصر مثل الملاحم التي وجدت في بلاد الرافدين والتي سجلت معالم الدين الاوغاريتي حيث كشفت الألواح الفخارية عن معلومات وافية عن تلك الديانة والآلهة التي كان يعبدها الاوغاريتيون وفلسفتهم بالنسبة للحياة والموت. ولفت حيدر إلى أن مجمع الأرباب الأوغاريتي الذي كان يترأسه كبير الأرباب أيل ضم عددا من الأرباب ذوي الاختصاصات المتنوعة وقد عثر على تماثيل كثيرة تجسدها وشيدت المعابد لها. بدوره أوضح الباحث غسان القيم مدير موقع أوغاريت أن الديانة الكنعانية التي كشفت عنها النصوص الشعرية الاوغاريتية هي ديانة خصب وتآلف قوى وعناصر الطبيعة أو ضبطها عن طريق آله يتسلط عليهم ليتم تنظيم دورة الفصول والصراع بين عناصر الخصب وعناصر القحط والجدب وهو دائم وموسمي يدل على فهم الكنعانيين لطبيعة التبدل والتغير ما يجعل منهم أصحاب أول فلسفة مادية في التاريخ ترتبط ديانتها وطقوس عباداتها بالأرض والآلهة. وقال القيم ان عشتار وهي الربة السورية القديمة واهبة الخير والخصب استمرت عبادتها في العصور اللاحقة وأشارت النصوص إلى المكانة الكبيرة التي احتلتها إلى جانب الإله آيل. وختم بالقول إن المجتمع الاوغاريتي كان يضم جاليات أجنبية بسبب انفتاحه على حرية المعتقدات فقد وجدت آلهة أخرى كثيرة تقدم لها النذور والأضاحي وكان لها معابد إلى جانب الآلهة الاوغاريتية. يذكر أن أوغاريت التي سقطت عام 1180 قبل الميلاد تحتل مكانة كبيرة وشهرة عظيمة تفوق شهرتها في زمانها لأنها قدمت للحضارة الإنسانية أبجديتها الأولى ولحنها المدون الأول.