بثت وكالة (رويترز) العربية تقريرا لها من الرياض قالت فيه : يقول دبلوماسيون ومحللون ان المملكة العربية السعودية تواجه حربا مُطَوَلة مع المتمردين اليمنيين قد تعقد جهود الحيلولة دون تسلل متشددين من تنظيم القاعدة متمركزين في اليمن المجاور. بدأت السعودية هجوما الشهر الماضي على الحوثيين الشيعة بعد تسلل للمتمردين عبر الحدود. ويقول خبراء عسكريون ان السعودية تمتلك أسلحة غربية حديثة مثل المقاتلات من طراز اف 15 ولكنها لا تتمتع بخبرة تذكر في مواجهة حرب عصابات بالجبال الواقعة على الحدود مع اليمن. وقال تيودور كاراسيك مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دبي "يخوض الحوثيون حربا غير تقليدية ضد قوة غير مدربة وغير مزودة على الأرجح بالمعدات اللازمة لخوض مثل هذا النوع من القتال." وتشعر السعودية وحليفتها الولاياتالمتحدة بالقلق من أن يحاول تنظيم القاعدة استخدام اليمن كمنصة انطلاق لهجمات تشن في المملكة وما ورائها. ويخوض الحوثيون حربا في اليمن ضد القوات الحكومية. ومع وجود طريقين رئيسيين يربطان اليمن والسعودية يقول خبراء انه يستحيل تقريبا اغلاق الحدود الممتدة 1500 كيلومتر والممتلئة بالجبال والتلال والكهوف والأودية ومنطقة صحراوية شاسعة. ويقول محللون ان السعودية تعتزم بناء سياج عالي التقنية ولكن مع خوض قواتها الآن حربا حدودية فقد يكون من الصعب البدء في ذلك في المستقبل القريب وقد يزيد تنظيم القاعدة من تسلله عبر أجزاء أخرى من الحدود. وليست هناك أدلة تدعم المزاعم اليمنية بأن تنظيم القاعدة تربطه صلات بالحوثيين الا أن دبلوماسيين ومحللين يقولون ان القاعدة قد تحاول استخدام المتمردين أو على الاقل استغلال الفوضى عند منطقة الحدود. وقال غانم نسيبة المحلل البارز بمؤسسة بوليتيكال كابيتال في دبي ان من شبه المؤكد أن يستغل تنظيم القاعدة القتال. ولا يعرف الكثير عن الصراع الدائر في منطقة تحرص الحكومتان السعودية واليمنية على أن تظل بعيدة عن الانظار في الوقت الذي يتبادل فيه المتمردون والسعودية القاء اللوم على بعضهم البعض في اندلاع القتال. ويقول محللون ودبلوماسيون ان الحوثيين ربما يكونون قد هاجموا السعودية لابقاء المملكة منشغلة عند الحدود والحيلولة دون تقديمها المساعدة لليمن. ويضيف دبلوماسيون أن الرياض تنفي تقديم أي مساعدة عسكرية ولكنها تتعاون مع صنعاء في مجالات مثل المخابرات. وأفاد صحفيون في المنطقة الحدودية بأن القوات السعودية والمتمردين يتبادلون اطلاق النيران يوميا منذ بدء القتال. ويمكن سماع صوت القصف أحيانا من منطقة الحدود. وقال كاراسيك ان السعودية لها قوات خاصة يمكن أن تعمل في المنطقة الجبلية ولكن جيشها مدرب على مواجهة قوات نظامية وآخر مرة خاض فيها حربا كانت عام 1991 ضمن تحالف بقيادة الأممالمتحدة طرد القوات العراقية من الكويت. وقال جنود سعوديون في منطقة جازان بجنوب غرب المملكة ان المتمردين استخدموا قناصة أو اقتربوا متنكرين في ملابس نساء. وأبلغ ضابط سعودي رويترز "هؤلاء القناصة صغار في السن ولكنهم متمرسون. يصوبون على الرأس." وخلال الأيام القليلة المنصرمة تحدث التلفزيون السعودي عن قصف واطلاق للنيران من قبل مركبات مدرعة تهاجم مواقع لمتمردين وصفتهم الرياض " بالمتسللين". وصرح دبلوماسي في الرياض "يطلق السعوديون نيران الكثير من الأسلحة الثقيلة ولكنها معركة صعبة ضد متمردين يختبئون في كهوف أو أودية مثل أفغانستان. "أكبر انجاز للسعوديين هو أنهم تمكنوا من احتواء القتال ليقتصر على بعض المناطق. هذا هو أفضل ما يأملون تحقيقه في الوقت الحالي." والاستقرار في السعودية يحظى باهتمام عالمي اذ أن المملكة تسيطر على أكثر من خمس احتياطي النفط الخام وهي من كبار أصحاب الاصول بالدولار كما أنها ركيزة للسياسة الامريكية في المنطقة. وصرح اليمن الاسبوع الماضي بأن قواته الامنية أحبطت سلسلة من الهجمات الانتحارية كان يخطط لها تنظيم القاعدة. وأكد ذلك قلق السعودية من أن يصبح اليمن ملاذا لتنظيم القاعدة لاعادة تنظيم صفوفه بعد الخسائر التي مني بها في المملكة خلال حملة مسلحة دامت ثلاثة أعوام وتوقفت عام 2006 . ويقول دبلوماسيون ان الرياض تريد منطقة عازلة على طول أجزاء من حدودها الجنوبية حيث أرغمت الحرب ضد الحوثيين 20 ألف سعودي على الاقل على الاجلاء عن منازلهم من أكثر من 240 قرية. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية قال ان الحكومة ستبني عشرة الاف وحدة سكنية لاستيعاب النازحين السعوديين. وقال دبلوماسي آخر في الرياض "هذا يشير الى انها ليست فقط مواجهة مطولة" وانما أيضا الى أن كثيرا من السكان نزحوا بالفعل أو من المتوقع نزوحهم. ومن التحديات التي تواجه السلطات وجود صلات عائلية للسكان في العديد من قرى منطقة جازان على الجانب الاخر من الحدود التي يجرى تهريب السلاح والخمور والمهاجرين وأحيانا متشددين من تنظيم القاعدة عبرها. وقال دبلوماسي في الرياض "الحرب مناسبة جدا للمهربين ولتنظيم القاعدة فهي تبقي السعوديين منشغلين عند الحدود التي يصعب بالفعل السيطرة عليها في وقت السلم