هون (ليبيا)- تحتفل مدينة هون في عمق الصحراء الليبية في هذا الوقت من العام بمهرجانها السنوي التقليدي للتمر. وتجمع مئات السكان للمشاركة في المناسبة التي تحل في بداية موسم حصاد التمر. وقدمت فرق شعبية عروضا في المهرجان بينما تجمع أطفال حول رجال يرتدون أزياء مصنوعة من لحاء أشجار النخيل ويؤدون عرضا راقصا. وذكرت المسؤولة المحلية حبيبة أحمد أن جمع التمر مناسبة أسرية يشارك فيها الجميع. وقالت "منذ القدم كان موسم الخريف عند الناس هنا موسما جميلا وموسم تمور. في هذا الموسم يصنع الناس أكلات خاصة وينتقلون الى المناطق التي نعرفها الان بالمشاريع الزراعية. يذهب الى هذه المناطق العائلات والاحباب والاقارب ويجتمعون في هذا الفصل ويتعاونون مع بعضهم على جني التمور وقطع النخيل مع ترديد أغاني ورقصات خاصة بالمناسبة." ولموسم الخريف أهمية خاصة للبلدة الصحراوية حيث يتيح للسكان فترة راحة تستمر بضعة أشهر بعد فصل الصيف الحار وقبل حلول الشتاء البارد الذي يتبعه ربيع عاصف الرياح. وتقع هون في جنوب ليبيا على بعد حوالي 600 كيلومتر من العاصمة طرابلس. وتزرع أشجار النخيل في المنطقة منذ حوالي 2000 عام ويوجد في هون حاليا نحو 90 نوعا من التمور. وشرح بشير قشيرة الاستاذ بكلية الزراعة في جامعة الفاتح سبب اختيار السكان الاوائل زراعة أشجار النخيل في المنطقة. وقال "عندما توطن الناس في هذه المنطقة كان منسوب الماء الارضي شبه على السطح فكانت هي (النخيل) النبات الذي يتأقلم مع كل الظروف البيئية الموجودة في هذه المنطقة." وأضاف أن السكان تعلموا استغلال كل جزء من شجرة النخيل. وقال "وعليه تم غرسه واستغلاله من غرسته الى منتجاته سواء كانت حطبا أو منتجاته كليف لصناعة الحبال ثم كانتاج تمور سواء للاستهلاك البشري اليومي أو لعملية التخزين." وكان النخيل تقليديا من الاركان الاساسية للاقتصاد الليبي حيث توجد في البلاد ثمانية ملايين نخلة منها ثلاثة ملايين في هون وحدها. وتعمل السلطات الليبية الان على زراعة ملايين من أشجار النخيل الاضافية لانشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تقوم على منتجات النخيل في محاولة لخلق المزيد من فرص العمل خاصة لسكان المناطق الصحراوية