قامت جمعية "رواد" الأهلية السورية بحملة لتنظيف نهر بردى تحت شعار "لنغسل التعب عن بردى". منسوب النهر الشهير الذي يخترق العاصمة السورية ينخفض الى حد التوقف شبه الكامل عن الجريان في أشهر الصيف بفعل الجفاف والاستخدام الجائر والتلويث المفرط لمياه النهر. قبل بضعة عقود من الزمن كانت قوارب صغيرة تسير في النهر ، أما اليوم وفي فصل الربيع مع ذوبان ثلوج الجبال فيجري النهر بارتفاع متر أو نحو ذلك ، أما في نهاية فصل الصيف فيكاد النهر يتوقف عن الجريان كلياً. نهر بردى غنته فيروز وتغنى به كبار الشعراء العرب من أمثال محمود درويش وسعيد عقل وأمير الشعراء أحمد شوقي، وكان يحتل مكانة مرموقة بالنسبة للدمشقين، حتى ارتبط اسم مدينتهم باسمه. متطوع قال للبي بي سي "للاسف هذا هو وضع بردى الحالي ، لكن رغم قلة الماء نريد ان نحافظ على النهر نظيفاً ، أن نحافظ على ما تبقى من بردى نظيفاً". جمعية رواد الاهلية نظمت عملية تنظيف بردى، بمشاركة مئات من المتطوعين قاموا بتنظيف ألف ومئتي متر من مجرى النهر البالغ 90 كيلومتراً لللعام الثاني على التوالي وهي تنوي تكرار التنظيف كل عام وسط دمشق، وكلها أمل بأن تعيد بعضاً من الاعتبار والاحترام للنهر. متطوع آخر قال "دمشق قامت على نهر بردى، وكل شيء فيها مرتبط به، دعونا نحافظ على هذا الارث، دعونا نترك شيء لاحفادنا، ليروه نظيفاً، بالقليل من الماء لكن نظيف، والله كريم يستطيع أن يرسل لنا المطر والماء". ويعاني نهر بردى من الاسراف في التلويث ومن سلسلة من الكوارث بعضها مناخي وعالمي، وأكثرها من صنع سكان دمشق ومجرى بردى الذين يتضاعف عددهم مرة كل ربع قرن، أي أنهم يزدادون بنسبة خمسة في المئة كل عام. وزيرة البيئة السورية، كوكب داية، أجملت للبي بي سي أسباب جفاف بردى "طبعاً الاستعمال غير الصحيح لمياه النهر وفتح الآبار العشوائي وعدم حماية النهر واستعماله بشكل جائر، والتغيرات المناخية العالمية التي لا تخص سورية وحدها ونقص الامطار". الاعتداء على نهر بردى يبدأ من نبع النهر، حيث تبدأ مصانع ومقالع حجارة ومزارع وأنابيب مياه الشرب بسحب المياه منه دون رحمة.