حذر علماء في مجال المعلوماتية من خطر ظهور موجة جديدة من القرصنة الإلكترونية مستقبلاً لا تستهدف اقتحام أجهزة الكمبيوتر والمعلومات المسجلة فيها بل تعمد إلى محاولة اختراق العقل البشري نفسه للحصول على ما فيه من بيانات وملكات. ونقل موقع سي ان ان الإلكتروني عن العلماء قولهم إن هذا الخطر يتزايد بالتوازي مع تطوير تكنولوجيا التحكم بالكمبيوتر والأجهزة الأخرى عبر الأفكار مباشرة دون اللجوء إلى لوحة المفاتيح وذلك باستخدام ماسحات حساسة قادرة على قراءة الموجات العصبية الدماغية وتحويلها من أفكار إلى أوامر على شاشات الأجهزة باستخدام وسائط لاسلكية. بدوره قال تادايوشي كونو خبير أمن المعلومات لدى جامعة واشنطن في حديث لشبكة سي ان ان إن الأجهزة التي تعتمد قراءة موجات أعصاب الدماغ لتحرك الكمبيوتر أو الكراسي المتحركة مثلاً تتطور بشكل سريع وتحمل الكثير من الفرص الإيجابية للمستقبل موضحاً إن لم نبدأ بالتنبه للجانب الأمني فسنقول لأنفسنا بعد خمس أو عشر سنوات إننا ارتكبنا خطأ فادحاً. ولفت كونو الذي نشر قبل فترة دراسة تتناول هذه القضية إلى أن المخاطر الأمنية لهذه التكنولوجيا لاتزال محدودة لكنها قد تتزايد مستقبلا الأمر الذي يتيح للقراصنة هاكرز ليس الوصول إلى المعلومات في الدماغ فحسب بل تحفيز أو تعطيل مراكز فيه كتلك المسؤءولة عن حالات أمراض مثل الاكتئاب أو الزهايمر أو التي تتحكم بالحركة. ووفقا ل كونو فإن الدعوة إلى تعزيز معايير الأمان في هذه الأجهزة ضرورية لإبقاء المصممين على جهوزية لمعالجة ما قد يطرأ في المستقبل. من جهتها قالت تمارا دينينغ إن عالم الإنترنت شهد خلال السنوات الماضية حالات تنذر بإمكانية السيطرة على العقول أو على الأقل التأثير عليها وذلك عندما عمد بعض القراصنة إلى مهاجمة مواقع مخصصة لمساعدة مرضى الصرع وبثوا عبرها إعلانات وامضة ما تسبب بآلام حادة لمن يعانون حساسية تجاه هذا النوع من الصور.