(CNN) لفت استطلاع بريطاني أن مبعث سعادة الفرد وتمتعه بحياة مديدة وأفضل نمط معيشي وصداقته للبيئة لا يقترن البتة بموطن إقامته في دول متقدمة أو غنية، حيث كشف "مؤشر الكوكب السعيد"، أن أسعد "خلق الله" من دول فقيرة في أمريكا اللاتينية، وآسيا ودول الكاريبي. ويعتمد مؤشر البحث الذي أجرته "مؤسسة الاقتصاد الحديث" The New Economic Foundation البريطانية، ونشر على موقعها الإلكتروني، على رفاهة الفرد من حيث التمتع بحياة سعيدة وطويلة وذات مغزى مقتصدة وصديقة للبيئة. ويعتمد الاستطلاع كذلك على قضايا ذات شأن بكوكب الأرض - وهي معدل استهلاكنا للموارد الطبيعية. وجاءت كوستاريكا على رأس قائمة أفضل دول العالم حيث يتسنى للفرد التمتع بحياة ملؤها الصحة والسعادة والحياة المستدامة، وأعقبها على التوالي: - جمهورية الدومنيكان- جاميكا- غواتيمالا- فيتنام- كولومبيا- كوبا- السلفادور- البرازيل- هندوراس ورغم الحرب الأهلية الدامية في سريلانكا، احتلت الدولة الآسيوية المرتبة 22، تلتها بورما، التي ترزح تحت حكم عسكري ديكتاتوري، في المرتبة 39. وبشكل غريب جاء تقييم الدول الغنية والمتقدمة ضعيفاً للغاية، حيث احتلت أفضل الدول الأوروبية - هولندا في هذه الحالة - المرتبة ال43 من قوائم الدول البالغة 143 دولة. وتفوقت جورجيا وسلوفاكيا على بريطانيا، التي احتلت المرتبة ال74، بعد ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، بذات الترتيب، إلا أنها جاءت في تقييم متقدم على اليابان وأيرلندا. وترشح المؤسسة البريطانية كوستاريكا، كمكان مثالي إذا أردت التمتع بحياة مديدة وسعيدة وخضراء صديقة للبيئة، حيث يبدي مواطنو تلك الدولة اللاتينية رضاهم التام عن الحياة، ويتمتعون بثاني أعلى توقعات بطول العمر في الأمريكيتين، بعد كندا. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ تقول الدراسة إن لهذه الدولة بصمات إيكولوجية ضئيلة للغاية.وفي المقابل، احتلت الولاياتالمتحدة المرتبة ال114، وكندا 89، وأستراليا 102. وبرر اقتصاديون احتلال الدول الغنية والمتقدمة المراتب الدنيا نظراً لمخلفات الكربون العالية المنتجة هناك، بقياس كم الموارد المستهلكة للفرد. ومعدلات الرضا عن النفس يجري حسبانها من استبيان عالمي، ولا يعني ذلك بالضرورة ارتفاع هذا الشعور بين مواطني الدول الغنية والمتقدمة، حيث لا يزال العنف والتفرقة من سمات تلك المجتمعات. ويحذر التقرير إنه إذا أراد العالم العيش على نمط المملكة المتحدة، فهذا يتطلب الموارد الطبيعية لثلاث كواكب أرض.