احتفل آلاف الصوفيين أمس الأول الثلاثاء بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين، وسط حالة من الاستنفار الأمني كما خيم عليها أجواء قضية تنظيم "حزب الله" التي كشفت عنها مصر مؤخرا. وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة في ميدان الإمام الحسين والشوارع والحارات المحيطة ، واحتلت القناصة أسطح المنازل المحيطة بمكان الاحتفال، كما شهدت المداخل المؤدية إلى الميدان والمشهد الحسيني تكثيفا أمنيا غير مسبوق، وخضع الزوار ومتعلقاتهم للتفتيش، وهو ما أثار حالة من الاستياء خاصة بين السيدات التي تم تفتيش حقائبهن الشخصية. لكن حالة الاستنفار الأمني غير المسبوقة، لم تمنع وقوع حوادث في ساحة الاحتفال المكتظة بالمحتفلين الرجال والنساء من كل الأعمار، والتي شهدت تزايدا في حوادث التحرش الجنسي بالنساء والفتيات، ولم تستطع أجهزة الأمن القبض على الشباب الذي استغل حالة الزحام الرهيب ليمارس هذا العمل المشين، وهو ما تسبب في مشاجرات انتهت معظمها بعيدا عن تدخل أجهزة الأمن. غير أن الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الخلوتية الشبراوية قال إن وقوع حالات تحرش جنسي في مثل هذه المناسبات أمر متوقع في ظل الحشود الهائلة التي تأتي من كل فج عميق لتحتفل بمولد الإمام الحسين في مكان يضيق بكل هذه الأعداد الهائلة، مؤكدا أن التحرش سيحدث حتى ولو كان يمشي وراء كل فتاة عسكري لحراستها. وقال الشبراوي إنه ليس مستغربا أن تحدث هذه التحرشات في مولد الإمام الحسين، خاصة وأنه تحدث بعض هذه التحرشات أثناء الحج، بل وأثناء الطواف حول بيت الله، مؤكدا أن أصحاب النفوس المريضة لا يتورعون عن ممارسة أفعالهم المشينة في الأماكن المقدسة حتى في رحاب بيت الله. واتسم احتفال الطرق الصوفية بإقامة السرادقات التي انتشرت في الشوارع المحيطة بالمشهد الحسيني، حيث أقيمت حلقات ذكر وإنشاد ومدح للرسول صلَّى الله عليه وآله وحفيدة الإمام الحسين وآل البيت الكرام، وظلت الاحتفالات حتى ساعات فجر الأربعاء. وشهد مسجد الإمام الحسين زحاما رهيبا، إلى حد كان من الصعوبة على أي شخص أن يدخل لزيارة الضريح، أو أن يتمكن من بداخله من الخروج، في ظل تداخل أصوات الحلقات المختلفة من أتباع الطرق الصوفية الذين تعالت أصواتهم بالذكر والمديح. كما شهد الاحتفال ظاهرة كانت مثار استياء البعض، حيث قامت العديد من الفتيات بالتجمع في شكل حلقات في أماكن متفرقة من ساحة المولد وانهمكن في وصلات رقص ساخنة أدت إلى تجمع عدد كبير من رواد المولد، والتف حولهم الشباب. وقد خيم الانقسام بين الصوفيين على الاحتفال، حيث لم تقم المشيخة العامة للطرق الصوفية هذا العام ولأول مرة منذ الحملة الفرنسية على مصر منذ 200 عام بتعليق لافته باسم شيخ المشايخ ترحب بالطرق الصوفية وأتباعهم أو بزوار مولد الحسين. واكتفت المشيخة بإقامة سرادق لها في شارع أم الغلام أمام الباب الأخضر للمشهد الحسيني، وتم تعليق لافته مكتوب عليها "مقر المشيخة العامة للطرق الصوفية" ولم يتم تعليق لافته باسم المشايخ ترحب المريدين والأتباع، مثلما كان يفعل الشيوخ السابقين للمشيخة حسن الشناوي وأحمد كامل ياسين. واكتفى الشيخ عبد الهادي القصبي، القائم بمنصب شيخ المشايخ بالدخول إلى السرادق برفقته نقيب الأشراف السيد محمود الشريف ليشهدا الاحتفال الذي أقيم في سرادق المشيخة العامة بحضور عدد من مشايخ الطرق الصوفية المحسوبين على جبهته. في حين قاطع المشايخ المناوئون للقصبي الاحتفال، وتجمعوا داخل مقر الطريقة الخلوتية الشبراوية في سرادق المشيخة العامة للطرق الصوفية، استمرارا لسياسة المقاطعة التي بدأت منذ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مبررين ذلك بأن حضورهم من شأنه أن يضفي الشرعية عل رئاسته. بينما قام الشيخ علاء أبو العزائم بخطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصوفية، إذ قام بتعليق لافتة باسمه واسم الطريقة العزمية التي يترأسها فوق السرادق الخاص بالمشيخة العامة وقام بعمل حضرة ذكر هو وأتباع ومريدو آل العزائم الذين توافدوا من جميع المحافظات لحضور المناسبة. يذكر أن محكمة القضاء الإداري ستنظر في الثالث من مايو القادم الطعون المقدمة من جبهة أبو العزائم في شرعية تولي القصبي رئاسة مشيخة الطرق الصوفية، استنادا إلى أنه لم يوفق أوضاع الطريقة القصبية التي يرأسها وفقا للقانون 118 لسنة 1976 الخاص بالطرق الصوفية. المصدر صحيفة المصريون اليوم