آثرت الباحثة الدانمركية آنا بافنكارد كاهليت أن تكون على تماس مباشر مع تقاليد أهل البادية لتنهل من حياتهم البسيطة ذات الثقافة التلقائية التي استطاع من خلالها إنسان البادية بناء اقتصاده بشكل أذهل أهل الحضارات. ومن هنا أشارت الباحثة بافنكارت إلى رغبتها بالتواصل مع هذا المجتمع وتعايشها معه مدة نحو ثلاثة أشهر تتعرف خلالها على ارث المنطقة الذي يعتبر نبعا لاينضب في نشوء المدن والمجتمعات. وقالت الباحثة الدانماركية لقد قادني تفكيري نحو بذل الجهد لتعلم البدائيات البدوية وممارستها ومعايشة واقعها من رعي وشؤون التنقل والترحال وأمور حياتية أخرى أشاهد من خلالها مناخات المنطق البدوي في كيفية قراءة الأنواء الجوية والتنقل ليلا بدلالة نجم القطب ودرب التبانة ومعرفة بزوغ الشمس وترتيب الحياة اليومية في الخيمة وخارجها للعائلة البدوية من طهي وخبز وطريقة تناول الطعام الصحية بطريقة اليد. وأضافت أنها ترغب في الاطلاع على أدوات التنقل التي تساعد في تبلور ثقافة البدوي وخياله الواسع عن طريق القول والشعر في الغمز وإدراك المعنى في أبيات الشعر المأثور قولا عن حادثة وقعت فعلا وتناقلتها ذاكرة المكان بزمان من هذه البادية التي أصبحت بحثا ثرا لكل باحث يحاول أن يصوغ رسالته الأكاديمية بالطريقة التلقائية بعيدا عن التكنولوجيا الحديثة. ولفتت إلى أنها ستنقل أيضا ثقافة فنون المرأة البدوية بأعراسها وأتراحها بوشمها وملبسها وحرزها وطريقتها بمزج ألوان النسيج مع شد الرحال على الإبل وخزن الطعام وتقديد اللحوم والبحث عن ألوان تزين بها نفسها لتكون قريبة لأنوثة لا ننساها. واختتمت الباحثة الدانماركية بالقول.. سوف أبحث في مجالس الرجال وأشعارهم وقصيدهم الممزوج على وتر واحد الربابة وأهازيج وأعراس القبيلة وارثها الشفاهي حيث سأنقل بكل أمانة ومتانة لتكون رسالة بحثي الأكاديمية على قدر مشقتي أطمح فيها أن أنقل هذا الإرث المحرض لثقافتنا التي أصبحت فردية المنطق وبتنا نتوق إلى الحس الجماعي نتوق ونبحث في ثناياه.