نظمت المنظمة الموريتانية لمحاربة الممارسات الضارة بالمرأة والطفل بمقر تكوين الطفولة بنواكشوط ورشة لصالح الأئمة حول تحسيسهم بالمخاطر الصحية لظاهرة "خفاض البنات" أو "الختان للبنات" كما يسميه بعض العلماء. وبحسب الوثيقة الصادرة عن الجمعية المنظمة لهذه الدورة، فإن مواضيع النقاش شملت أربعة محاور أساسية هي ما هو الخفاض (الختان) أنواعه، مبرراته الثقافية وآثاره البعد الديني والقانوني للخفاض). وبحسب نفس الوثيقة أيضا، فإن ظاهرة "ختان البنات" منتشرة في المجتمع الموريتاني؛ إذ تصل أعلى نسبة ممارستها في بعض الأوساط إلى %92، بينما تتراجع في بعضها إلى 28%. أما الأعمار التي تمارس فيها هذه العملية فهي تمتد "غالبا في الفترة ما بين الولادة إلى سن العاشرة، إلا أن الغالبية تجريه قبل اكتمال السنتين"، أما الفقهاء الذين يوافقون على ممارسة هذه العملية،فيحبذون ممارستها خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة. وفق ما ورد في الوثيقة السابقة. وتسعى الجهات المنظمة لهذه الدورة إلى الحصول من الأئمة المستهدفين بهذه الدورة على الموافقة على نشر فتاوى تحرم هذه الظاهرة بسبب مخاطرها الصحية والنفسية على المرأة، وهي المخاطر التي تصفها هذه المنظمات بأنها باتت "محققة وأكيدة". وقد قدمت فى الدورة التكوينية فتوى وقعها ثلاثة من كبار العلماء الموريتانيين هم : حمدا ولد التاه ،بابه ولد معط ،حدمين ولد السالك. وقال العلماء فى فتواهم التي حصلت وكالة الأخبار على نسخة منها "إن الختان هو استئصال جزء أو أجزاء من الأعضاء التناسلية للبنت بصورة قسرية فى مرحلة عمرية مبكرة للغاية ،وهو من أشد الممارسات الضارة بصحة البنت". وطالب العلماء الجميع بالإقلاع عن هذه الظاهرة درءا للمفاسد التي تنجم عنها ،بما فيها التعذيب المؤلم الذى تتعرض له البنت وهى فى أسبوعها الأول غير قادرة على الهروب منه .