عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية لا أنا الكاتب لهذه القضية، ولا "الاقتصادية" هي المكان المناسب لنشرها.. وأقصد بالقضية موضوع "خفاض البنات" أو الختان أو الطهارة، كما يسميه إخوتنا المصريون، ولكنني مع هذا أخوض في الموضوع من وجهة نظر مختلفة.. هي مدى احترامنا للأنثى أو للمرأة.. وقد آليت على نفسي منذ بدأت الكتابة أن أقف بجانبها في كل قضية تُعرَّض لها .. من الحب .. إلى الزواج .. إلى العمل .. إلى الطلاق .. ومن رأيي المتواضع أن تقدم أي أمة يُقاس بمدى احترام المرأة في المجتمع .. ولكن مسألة المرأة .. أو قضية المرأة تتجاوز في رأيي الحقوق المسلوبة منها .. والضغوط الواقعة عليها .. والتحكم الذكوري في حياتها. و"الخفاض" يتعلق بهذا كله .. فهو جزء من عملية امتهان المرأة في أخص خصوصياتها .. إن الله خلق الإنسان كاملاً لا زيادة فيه تستحق أن تستأصلها ولا نقص يجب أن تُكمله .. فالله خلق الإنسان ليعدّه ضمن إطار واسع من الحرية والالتزام في الوقت نفسه .. وخلقه ليتمتع بحياته ضمن شروط محددة. وقد ثبت من جميع الأبحاث العلمية والتاريخية والشرعية أن "الخفاض" ليس له أساس إسلامي .. وأنه عادة فرعونية، ولهذا فإن أكثر الدول تأثراً به وثورة عليه هي الشقيقة "مصر". أنا إذن أدافع عن حق المرأة .. وحرية المرأة .. واحترام المرأة، وما "الخفاض" إلا جزء من سلبها الحق في الحياة مكتملة .. وسلب لحريتها وإهدار لكرامتها .. لهذا كتبت قبلاً وأكتب الآن بعد أن قرأت في الزميلة "عكاظ" بتاريخ 21/12/2012 موضوعاً عن "ختان البنات" في "السعودية"، وقد صدمت لأني كنت أعتقد أن ما يسمى "ختان البنات" لا وجود له في بلادنا، ولكن الحوار الذي أجرته الزميلة "عكاظ" مع سيدة تدعى "أم أحمد" اعترفت فيه بأنها تمارس مهنة "ختان البنات" والمفزع قولها إنها .. ختنت (5) فتيات دفعة واحدة .. ومن هذا المنبر أرسل نداء لمن يهمه الأمر .. أوقفوا هذه المرأة وغيرها، لأنهن يمارسن عملا خطيرا يعرّض فتياتنا لمخاطر صحية لا حصر لها، قد تؤدي أحياناً إلى الوفاة بسبب المضاعفات المصاحبة لهذا الفعل وأقلها فقدان الوعي، النزيف الحاد، وهبوط في الدورة الدموية، وإذا نجت الفتاة من هذه المخاطر فسوف تتعرّض لمشاكل نفسية تلازمها طوال حياتها. ختاماً من الواضح أن حالات "ختان البنات" في "السعودية" نادرة الحدوث حالياً، ولكن لا بد من التصدي مبكراً "لأم أحمد" وأمثالها حتى لا تنتشر هذه العادة الضارة والقاتلة .. ومن هنا أتوجه للمسؤولين راجياً متابعة الأمر، وإيقاف هذه الكارثة!