- أعادت دار نشر مصرية الاعتبار لرواية (الاسرى يقيمون المتاريس) للكاتب المصري فؤاد حجازي بعد أكثر من ثلاثين عاما على صدورها و"غيابها" عن مصريين يبحثون عنها رغم ترجمتها الى لغات منها الروسية والانجليزية. وصدرت الرواية عام 1976 في طبعة متواضعة المستوى ضمن سلسلة " أدب الجماهير" وهي دار نشر صغيرة يملكها حجازي ويديرها من مدينة المنصورة شمالي القاهرة حيث يعيش رافضا الاستقرار في العاصمة القاهرة التي ينزح اليها ويقيم بها في العادة معظم المهتمين بالأدب والنقد. لكن حجازي راهن على أن الأضواء ستبحث عنه ولو في المدينة التي تبعد نحو 150 كليلومترا عن القاهرة ومن هناك أصدر نحو 30 كتابا بين الرواية والقصة القصيرة وقصص الاطفال والكتب النقدية. وكرمه مؤتمر أدباء مصر ونال جائزة الدولة في أدب الاطفال كما حصل على جائزة اتحاد كتاب مصر للابداع المتميز عام 2005 وما زال يؤدي دوره في نشر الابداع وبخاصة الاعمال الاولى لكتاب غير معروفين. والتحق حجازي بكلية الحقوق لكنه فصل منها عام 1959 بسبب نشاطه السياسي حيث شهد ذلك العام اعتقال كثير من الماركسيين واعتقل حجازي متنقلا بين عدة سجون قبل أن يشارك في حرب يونيو حزيران 1967 التي انتهت باحتلال اسرائيل لهضبة الجولان السورية والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء المصرية. لكنه لم يعد إلى مصر مباشرة بعد انتهاء الحرب المعروفة بحرب الايام الستة اذ تم أسره وظل ثمانية أشهر في سجن عتليت في اسرائيل. واستفاد حجازي من أجواء ذلك السجن في كتابة هذه الرواية التي تقع في 119 صفحة متوسطة القطع وصدرت في طبعة أنيقة عن (دار الشروق) بالقاهرة ضمن سلسلة (نصوص متميزة) وهي سلسلة "تعنى بنشر النادر أو المنسي من الادب المتميز والممتع والذي شكل علامات مهمة في مسيرة الادب العربي الحديث." وفوق قيمتها الفنية تعد الرواية وثيقة أدبية وتاريخية عن المعاملة التي لقيها الاسرى المصريون في اسرائيل والتي تبدأ بالاهانة وربما تنتهي بالقتل