اشترت الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية مجموعة من التحف الفنية في هولندا في عام 1771. وكانت كمية من القطع النقدية الذهبية القديمة و27 من لوحات أشهر فناني هولندا بمن فيهم رمبرانت، على رأس مقتنيات الإمبراطورية الروسية. ولم تتسلم الإمبراطورة ما اشتراه مبعوثون لها في هولندا لأن السفينة التي كانت تحمل تلك المقتنيات إلى مدينة سانت بطرسبرغ عاصمة الإمبراطورية الروسية غرقت في بحر البلطيق قرب شواطئ فنلندا. واكتشف باحثون فنلنديون هذه السفينة التي تحمل اسم "فراو ماريا" في عام 1999. وسرعان ما ادعت فنلندا ملكية مقتنيات الإمبراطورة الروسية الراحلة بحجة أن هذه الثروة تكمن في المياه الفنلندية. وطرحت كل من هولندا والسويد أيضا الادعاءات بملكتيها لما يُفترض أن يظل موجودا داخل سفينة "فراو ماريا" التي كانت تبحر تحت العلم الهولندي عندما كانت فنلندا تابعة للدولة السويدية قبل أن تنضم إلى الإمبراطورية الروسية. والآن يستعد خبراء البحريتين الروسية والفنلندية لانتشال سفينة "فراو ماريا" من مكان اختبائها في قاع بحر البلطيق. ومن المنتظر أن تطفو هذه السفينة على السطح في عام 2010. ويأمل رجل الأعمال الروسي ارتيوم تاراسوف الذي وفر التمويل اللازم لرفع السفينة الغارقة في أن تتوصل روسيا وفنلندا إلى حل منصف يفض هذه المنازعة بجعل ما تحمله هذه السفينة ملكا مشتركا بحيث تعرض مقتنيات الإمبراطورة الروسية الراحلة في العاصمة الفنلندية هلسنكي خلال نصف العام، مثلا، وفي مدينة بطرسبورغ خلال النصف الآخر. ومن جهته قال غيورغي فيلينباخوف، نائب مدير متحف الارميتاج الواقع في مدينة بطرسبورغ، إن ما يهم حفظة المتحف هو أن يرى الناس التحف الفنية وليس من هو مالكها.