قالت صحيفة «إنترناشيونال هيرالد تريبيون» الأمريكية إن البرامج والمسلسلات التليفزيونية تثير الجدل في العالم العربي، بما يعكس «فجوة ثقافية» بين منتجي هذه البرامج ومشاهدي التليفزيون. وأضافت الصحيفة أن معظم الدراما التليفزيونية العربية يتم إنتاجها في مصر وسوريا، مستدركة أن أكبر سوق «تليفزيوني» في العالم العربي توجد في السعودية، ووصفتها بأنها «الأكثر تديناً وتحفظاً من الناحية الثقافية». وأشارت إلي أن الأنظمة الحاكمة العربية سعت منذ فترة طويلة إلي «كبت تطور التغطية الإخبارية الناقدة» خاصة في التليفزيون، لافتة إلي أنها جددت هذا العام جهودها من خلال معظم وزراء الإعلام بتوقيع اتفاقية في القاهرة لفرض القيود علي القنوات الفضائية. وأشارت إلي أن كثيراً من العرب شعروا «بالصدمة والهلع» هذا الشهر بسبب ما أعلنه العالم السعودي صالح اللحيدان بأنه يجوز قتل أصحاب القنوات الفضائية التي تبث مواد «فاحشة»، مضيفة أن عالماً سعودياً آخر انتقد مسلسل «نور» التركي الذي يعتبر الأكثر شعبية في العالم العربي، ووصفه بأنه «مشحون بالشر» والانهيار الأخلاقي وأنه حرب علي الفضيلة، مطالباً المسلمين بألا يشاهدوه. وتابعت الصحيفة: إن هناك نموذجاً آخر وصفته ب«الفكاهي»، حيث دعا عالم سعودي ثالث إلي عدم مشاهدة الأطفال ل«ميكي ماوس»، لأن منتجه هو والت ديزني الذي وصفه ب«جندي الشر»، الذي يجب أن يقتل. واستدركت الصحيفة بأنه ربما يكون التأثير الشعبي المتصاعد للتليفزيون، بالإضافة إلي محتواه، يجعل هذه البرامج جدلية للغاية، مستشهدة بالاستطلاعات الأخيرة التي أجرتها شبكات التليفزيون الفضائية العربية والتي قالت إن الأعمال الدرامية التليفزيونية تصل لأكبر قدر من الجماهير مقارنة بأوقات سابقة. ونبهت إلي أن أربعة مسلسلات كبري كان مقرراً عرضها في شهر رمضان، تم إلغاؤها، موضحة أن اثنين منها حول تاريخ البدو، جري إسقاطهما لأنهما يهاجمان بشكل واضح «حساسيات» الزعماء القبلية في السعودية، في حين تم إلغاء الاثنين الآخرين في سوريا بعدما اقتربا أكثر مما ينبغي في نقدهما لشخصيات داخل النظام الحاكم.