قبل أيام، قرأت خبرا مثيرا يدور حول تظاهرات في مدينة بيت شيمش بالقرب من القدس في إسرائيل ضد دعوة بعض المتطرفين من اليهود الأرثوذكس للفصل بين النساء والرجال في الأماكن العامة. وكيف أن بعض الجنود رفضوا حضور حفل تُغنِّي فيه نساء. وهم بالمناسبة يغضبون من وصفهم بالمتطرفين. المثير في الأمر أيضا هو انتقادات هيلاري كلينتون حيث اعتبرت ما حدث انتهاكا لحقوق الإنسان وتصاعدا للتمييز ضد النساء في إسرائيل، وأنها تنتهج نهجا أقل ديمقراطية. وقالت إن ما حدث ذكَّرها بأحوال إيران وبحركة حقوق السود في أمريكا. ظهور هذه القضايا على الإعلام يشكل حساسية لإسرائيل. لذا فقد اتهم بعضهم وسائل الإعلام بالتشويه فهاجموا الفريق التلفزيوني وقذفوهم بالحجارة. خاصة بعد إذاعة المحطة الثانية لقصة فتاة أمريكية في الثامنة من العمر قالت فيها إنها تخشى الذهاب إلى المدرسة بسبب تعرُّض المتطرفين لها وصياحُهم عليها. هناك تطرُّف ديني متنام. فلا عجب من رؤية يهوديات بنقاب وعباءة في مشهد يوصف بالطالباني! قبل سنوات، شاهدت فيلم the boy in the striped pyjamas ، في سينما لندن. وهو يحكي قصة الهولوكوست اليهودي بطريقة درامية تستعطف الرأي العام، حيث يستمر اليهود في المتاجرة بقضية المحرقة في الإعلام بكل وسائله. والصور النمطية لليهود في الآلة الصحافية الأمريكية تتمثل في المضطهد، العائلي، الليبرالي والمؤمن بالديمقراطية، أما العربي فهو همجي إرهابي متخلف متطرف، وهو الشيخ النفطي المرَّفه الباحث عن الملذات والنساء وبلا ذوق. وقد نشرت مجلة التايم إعلانا عن شيخ عربي تحت كلمة «القوة Power»، ووصفه الصحفي ريتشارد بدوريك بأنه يمثل كل ما يتخيله عن «عربي شرير يرتدي الزي السعودي التقليدي، ويحدِّق في الكاميرا بحقد واضح». كما أن الأمريكيين يتفاجؤون من حقيقة الصور التي تبثها التليفزيونات العربية للصورة الإجرامية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. ولا يمكن لأحد التقليل من تأثير ونفوذ اللوبي الصهيوني الكبير على السياسة الأمريكية. يقول الحاخام يريتسورن في اجتماع سري مبكر لليهود في سويسرا عام 1869م «إذا كان الذهب هو القوة الأولى في العالم، فإن الصحافة هي القوة الثانية..». يسيطر اليهود على معظم كبريات وسائل الإعلام العالمية من شبكات تلفزيونية ومحطات إذاعية وصحف ومجلات ودور نشر وسينما: مثل شبكة CNN و شبكة ABC، ووالت ديزني وشبكة CBS وشبكة NBC. إضافة لامتلاك أكبر ثلاث صحف أمريكية مؤثرة وهي نيويورك تايمز وهي الصحيفة الموجهة للبيض والمعبرة عن ثقافتهم، وواشنطن بوست وهي الجريدة السياسية الأولى في أمريكا، وصحيفة وول ستريت جورنال أكثر الصحف الأمريكية انتشارا، إضافة ل 24 صحيفة أخرى. أما المجلات الأسبوعية فيملكون أهمها على الساحة السياسية: مجلة التايم ومجلة نيويورك. ودور النشر مثل مؤسسة «تايم وارنر» و»راندم هاوس» و»سايمون أند شوستر»، وشركة «وسترن» وغيرهم. والرأي العام الأمريكي يتأثر بالصحف القوية منها النيويورك تايمز، والواشنطن بوست، وسانت لويس بوست، ديسمباتش، والتي يملكها اليهود. حتى إعلام التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك ومالكه «مارك زوكربيرغ»، ومؤسسي غوغل يهود. وصموئيل تيوهزر يملك 45 صحيفة منها النيوز داي ذات النفوذ في نيويورك ومجلات مثل غلامور، مداموزيل ، وهاوس غاردن. وأينما وليت وجهك تجد الإمبراطوريات الإعلامية يملكها أثرياء من أصل يهودي، يتقدمهم روبرت مردوخ الذي سيطر على وسائل الإعلام الأسترالية وعرّج إلى نيوزلندا وبريطانيا وأمريكا وهونغ كونغ والصين الشرق الأوسط، وغزا الأقمار الصناعية والفضائيات في العالم. وهو يملك ثلث الصحافة البريطانية والثلثين أيضا بيد يهود آخرين، ويمتلك شبكة قنوات سكاي وستار وفوكس، وأسس في أميركا صحيفة الناشونال ستار، وامتلك النيويورك بوست والنيويورك ماغازين وفيلج فويس وصحيفة بوسطن هيرالد وشيكاغو تايمز. واشترى استديوهات القرن العشرين لإنتاج الافلام ومجموعة محطات ميتروميديا التلفزيونية وأسس 32 شركة محلية. واشترى في آسيا أكبر صحفها «ساوث تشاينا». وسواء اقتربنا أم ابتعدنا من ما يعتقده أنصار نظرية المؤامرة، وسواء كان بعضهم صهاينة أم لم يكونوا، فهل كان مصادفة أن ما يحدث تطبيقا حرفيا لما جاء في البروتوكول الثاني عشر لحكماء صهيون؟: «جميع صحفنا ستحمل شتى الوجوه والسحنات، وستكون مثل صنم فشنو لها مائة ذراع وذراع وكل عين من عيونها مفتوحة على ناحية من نواحي الرأي ولكنها في النهاية ترشد الغوييم وتوجه الرأي العام إلى ما نريد». إنها دعوة للتفكير.