قال رئيس تحرير صحيفة الوكاد الالكترونية والكاتب الصحفي بجريدة الوطن الأستاذ محمد بن ناصر الاسمري في حوار لموقع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن تلبية الملك عبد الله لمطالب الخيرين من أبناء هذا الوطن الذين تداعوا بالطلب إليه حفظه الله لإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أمرا حميدا ، بل لقد كان نقله في مسيرة الوطن ومنعا للانغلاق والتمترس خلف تصنيفات ما انزل الله بها من سلطان ، ولم تكن سمة للشعب السعودي ، لذلك انطلقت مبادرة الحوار الوطني لتكون المظلة التي جلس تحتها أطياف فكرية من المجتمع. كما تحدث الاسمري عن كثير من القضايا المتعلقة بالاتجاهات الفكرية وتعددها وعن أهداف حوار الأديان ودورها في خلق روح خاصة تتبلور فيها نقطة التقاء لجميع الأديان السماوية والمذاهب أيا كان معتقدها لتحقيق التلاقي على القيم والمثل الإنسانية التي ستقود إلى استقرار حياتي وتطور مدني للعيش والتعايش ونفى الاسمري أن الجلوس مع المختلفين عنا في الدين ليس بمحرم ولا ممنوع . * الحوار الوطني ، فكرة متجددة في مسيرة الوطن ، كيف ترى تأثير هذا الاتجاه في إيجاد أرضية جديدة للتواصل البناء بين أفراد المجتمع بما يزيد من ترسيخ أواصر التقارب والوحدة الوطنية؟ لقد كان في تلبية الملك عبد الله لمطالب الخيرين من أبناء هذا الوطن الذين تداعوا بالطلب إليه حفظه الله ، أمرا حميدا . بل لقد كان إنقاذا للوطن من الانغلاق والتمرس خلف تصنيفات ما انزل الله بها من سلطان ، ولم تكن سمة للشعب السعودي ، لذلك انطلقت مبادرة الحوار الوطني لتكون المظلة التي جلس تحتها أطياف فكرية من المجتمع ، فبدأت موجة التجافي والاحتقانات تتحلل رويدا رويدا ، حتى أفاء الله على العقلاء والرموز الخيرة أن تنتشل الوطن من كارثة الغلو والانعزال والتباغض والكراهية . صحيح أن تعلم لغة وثقافة التحاور في شان الأفكار والطروحات دون المساس بالأشخاص كانت نقلة جميلة ترسخت بفعل ما بذل من جهود من قبل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، تطورت بتدرج حتى تلاقت الأفكار وابتعد المتحاورون عن شخصنه الحوارات * ما الذي تتمنونه من المشاركين في اللقاءات وهم يناقشون قضايا بالغة الأهمية في الوقت الذي نشهد كثيرا من الأحداث والمتغيرات على المستوى المحلي والعالمي؟ أن يستشعروا انه لم يعد بالإمكان قبول ثقافة الانعزال والإقصاء والاستعلاء على احد ، فقدرنا في هذا الوطن أن نكون وسطا معتدلا متسامحا ، فبلادنا ارض القبلة والاستقبال ومهبط الوحي ومصدر الأرومة في الأمة العربية . * هل ترون في تعدد التوجهات الفكرية نوع من إثراء البعد الاجتماعي والوطني، أم أن هذا التعدد لا مبرر له؟ اجل ، وإلا لما كنا شهداء على الناس ، الشهادة تقتضي التحقق واليقين ، والعدل في النطق من اجل إحقاق الحق لا نصرة كاذبة ولا مجاملة و لا إخفاء للحق . * كإعلامي ومسئول عن وسيلة إعلامية مهمة، إلى أين وصل المركز في تحقيق أهدافه الرئيسية؟ لا استطيع أن اجزم أن المركز قد حقق كل الطموحات له أو للوطن ، فلا اعلم ما هي الدراسات التي لدى المركز أو حتى الأولويات التي يحددها في اختيار الموضوعات التي تطرح للحوار ، ربما أن الأمر يحتاج إلى كم من المعلومات حتى أعطي الإجابة .لكن هذا لا يمنع أن المسار في تحقيق أهم الأهداف وهو نشوء المركز في حد ذاته ليكون مؤسسة مدنية مظلة للحوارات فهذا أمر بالغ الأهمية ، لكن الطموح غايته ابعد في سبيل ترسيخ الحوار ببذل المزيد من الجهد في تنوير الأجيال الشابة في سني التعليم العام والعالي بأهمية الحوار والنقاشات ، وفي ظني أن التعليم العالي هو الأشد حاجة إلى جهد من المركز . * عرف أن الهدف الرئيسي لحوار الأديان هو خلق روح خاصة تتبلور فيها نقطة التقاء لجميع الأديان السماوية والمذاهب أيا كان معتقدها ، أو وجهات النظر فيها ، وذلك لنشر العدل والسلام في العالم . كيف تنظر إلى نتائج مثل هذه الحوار ؟ كما قال الملك عبد الله بن عبد العزيز : ليس الغرض من الحوار أن يبدل الإنسان دينه ، لكن الأمر متعلق بالتفاهم والالتقاء في ظل القيم الإنسانية المشتركة بين أتباع الأديان السماوية . هنالك قيم من الخير والعدل والإحسان والأمانة والوفاء والشرف لم يختص بها دين عن غيره ، فخطاب الكتب السماوية ، للناس ، والبشر ، وبعث محمد رحمة للعالمين إذا تحقق التلاقي على القيم والمثل الإنسانية فلاشك أن ثقافة الحب والسلام ستقود إلى استقرار حياتي وتطور مدني للعيش والتعايش * من خلال حوار الأديان هل أصبح الآن بوسعنا الجلوس مع جميع الأديان على طاولة التواصل والتحاور وما ينتجه التواصل من تعمق الحوار ويجعله مفيدا لجميع الأطراف ؟ لم يكن الجلوس مع المختلفين عنا بمحرم ولا ممنوع ، لكن من سبب بعض القطيعة هم فئة من المتشددين والمستفيدين من استمرارية ثقافة التنابذ والإقصاء من اجل الحفاظ على مصالح دنيوية ليس للأديان علاقة بها و ذا موجود في كل الأديان بل في داخل الدين الواحد ولا استثني أحدا . * أقيم مؤخرا لقاء الحوار الأسري لما له من أهمية كبرى حيث يؤدي الحوار داخل الأسرة إلى حل كثير من المشكلات بودنا توضيح أهمية الحوار الأسري داخل الأسرة من وجهة نظرك ؟ يؤسفني أني لم اطلع على اللقاء المذكور ، لكن إذا انتشرت ثقافة الحوار في التعليم فلا شك انه سيكون مؤثرا على الأسر ، والأسرة هي منبع الحوار في الأساس لكن بكل أسف مناهج التعليم طوال العقود الثلاثة الماضية أهملت الحوار كليا ولم يكن له أي اثر في حياة الأسرة ، بل برزت عندنا مناهج رسخت في أذهان الأجيال كرها للحياة