أصبحت كرة القدم بمثابة الفكرة أو الغاية الوطنية التي وحدت جميع المواطنين الروس. لقد عاشت روسيا في الأيام القليلة الماضية في أجواء كرة القدم حيث تحدث عن المنتخب الروسي وفرصه لتحقيق الفوز الكبار والصغار. واكتست موسكو بعد فوز منتخب روسيا على نظيره الهولندي حلة جميلة من الألوان - الأحمر والأزرق والأبيض - التي تمثل ألوان العلم الروسي الذي رفع في كل مكان على أسطح المنازل والسيارات ولف على الرؤوس والأيدي. وعلى الرغم من أن المنتخب الروسي أخفق في تخطي الحاجز الإسباني والصعود الى نهائي كأس الأمم الأوروبية، إلا أنه قلب التوقعات وخلط الأوراق، واثبت أن الفرق الروسية قادمة بقوة للمنافسة في جميع البطولات. وإذا تناولنا مباراة روسيا وإسبانيا فسنرى أن المنتخب الروسي كان أكثر إصرارا على تحقيق الفوز. ويحدث أحيانا في كرة القدم أن يهزم منتخب ضعيف منتخبا قويا إذا حالفه الحظ في ذلك. ويعود أحد أسباب الهزيمة الى فشل المنتخب الروسي في جر خصمه الإسباني الى اللعب السريع كما حدث مع هولندا. لقد أصبحت "Euro- 2008" في خبر الماضي إلا أن كرة القدم الروسية استفادت كثيرا من دروسها وأثبتت أن منتخب روسيا وقف عند الحد الفاصل بين الفريق الكبير والفريق العظيم. كما دلت مشاركة روسيا في هذه الفعالية الكروية الأوروبية الضخمة على أن المنتخب الروسي يتمتع بوجود طاقات شابة ومدرب كبير وإصرار على تحقيق النتائج الجيدة رغم كل شيء. لقد حقق المنتخب الروسي في "Euro- 2008" الميدالية البرونزية، وهي نتيجة كبيرة لمنتخب شاب يعتبر نفسه في بداية المشوار. إن كرة القدم بالنسبة لروسيا لم تنته عند "Euro- 2008". فلم نتمكن من تجاوز الحاجز الإسباني، ولكننا أدركنا أن المنتخب الروسي قادر على أن يصبح فريقا كبيرا يحسب له ألف حساب في البطولات القارية والعالمية. وأمام روسيا تصفيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا 2010. ويؤكد المراقبون والمهتمون بكرة القدم الأوروبية أن منتخب روسيا يستطيع حجز إحدى بطاقات التأهل الى هذا المحفل الكروي العالمي الكبير.